ساعدة لاختيار أبى بكر، هو الأساس فى أن يكون الحاكم حاكما.. ص _١٦١
فهو رجل متفتح، من غير شك، من الناحية السياسية، ويدرى جيدا أن الحكم ملك الأمة وهى التى تستأجر الحاكم لكى يؤدى عنها ما تريد، وإذا ضاقت به عزلته، كألوان من العقد الاجتماعى.. فهذه هى نظرته فى الحكم. ونظرته فى المال تشبه نظرة ابن حزم فى أن الأمة يجب أن يكون الجهاز المالى فيها دوارا كالجهاز الدموى فى الجسم الإنسانى بحيث لا يبقى أسرة ولا يبقى مكان إلا وصل إليه خيرات الله، بحيث لا يضيع أحد ولا يجوع أحد.. ورأيته من ناحية المحافظة على الأسرة، رفض رأى الأئمة الأربعة فى إمضاء طلاق البدعة، فكانت هذه جراءة هو لها أهل، لأنه فعلا لا معنى إطلاقا لأن تكون الأسرة ألعوبة فى يد طائش، وكأنما البيت ورق لعب.. المسألة لابد لها من ضوابط. فى الحقيقة إن الأسرة فى القرآن الكريم وفى السنة النبوية، لها رسالة اجتماعية وتربوية، وهى أصل من أصول البناء الاجتماعى للأمة. فتعريض الزواج والطلاق لاجتهادات فقهية عجيبة حتى بلغ العبث إلى القول بأن من قال لامرأته أنت طالق نصف تطليقة، فهى طلقة واحدة!! وفى حالات الإكراه، يرى الأحناف أن المكره يقع طلاقه، والسكران يقع طلاقه كذلك، دون أن يكون هناك تفكير فى حال الأسرة والأولاد وتربيتهم.. لقد كان الفقهاء ناسين ذلك.. لكن الرجل الذى جاء فعلا وفهم أن الأسرة لها دخل فى المجتمع وبقائه، وهلاكه أو نجاته، هو ابن تيمية. أحيانا أنظر إلى سورة الطلاق فى القرآن، فأجد أن نصفها الأول أو أكثر من النصف قليلا، فى أحكام الطلاق، والنصف الثانى مباشرة يبدأ بقوله تعالى: (وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا * فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا) ما صلة هذا الكلام بأحكام الطلاق التى قيلت، ووضع الأسرة، ومناشدة الناس أن يتقوا الله: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) ومناشدة الناس الرفق بهن :