(وأتمروا بينكم بمعروف) ص _١٦٢
من خلال السرد القرآنى، يفهم: أن تدمير الأسرة هو باب الشر على المجتمع كله.. وبنظرى أنا شخصيا، فقد وجدت أن أكثر العقد التى تقع فى نفوس الأولاد والتشرد والسفه، تكون من أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة سخيفة.. فابن تيمية جاء ورفض هذا الطلاق الجنونى فيما يتصل بإيقاع الطلاق، والعبث، فمثلا لو أن رجلا قال لجزار: على الطلاق لآخذ كيلو اللحم هذا، ثم لا يأخذه، فتطلق المرأة، دون أن يكون لها دخل فى الصورة أو رغبة فى الزوج للتطليق! لاشك أن ابن حزم كان أسبق، وابن تيمية رحمه الله، استفاد كثيرا من ابن حزم، واستفاد ممن قبله، بل استفاد من الغزالى نفسه، وإن كان يخاصمه فيما يتصل بمذهبه فى الصفات والأسماء. و"ابن تيمية" هو أول من كتب فى السياسة الشرعية.. بل أنا لاحظت أن كتابته فى السياسة الشرعية كانت فى صدر شبابه، وهى حسنة وجيدة؟ لأنه تكلم فى اختيار الحاكم، وواجبات الحاكم، والمصالح المرسلة، وأشياء كثيرة كانت مهملة من قبله. "وابن القيم "، تلميذه، تحدث حتى عن تسعير السلع، وتسعير المواهب والشهادات فيما يتصل بكادرات الوظائف.. فهذا الكلام، كان يعتبر كلاما جديدا، وابن تيمية وابن القيم، هما أساسه.. فهذه مدرسة، ارتفعت من الفقه المذهبى، فأخذت أفضل ما فيه، ونقدت أسوأ ما فيه، ولم تتقيد إلا بما يتصل بالكتاب والسنة. هل هناك ميزات واضحة فى نظرة ابن تيمية التفسيرية، ونظرته إلى القرآن؟ لم ينشغل "ابن تيمية" بالتفسير؟ لأنه يرى أن معظم آيات القرآن واضحة، وما يحتاج إلى تفسير منه شىء قليل. والمهم أنه يأخذ القرآن كله كمرجع للحكم والأخذ فى الأمور. لكنى أعجب لأمرين فيه: الأمر الأول: أنه أنكر المجاز فى القرآن، وفى اللغة، وهو ليس من رجال الأدب واللغة! ويخيل إلى أن إنكاره للمجاز كان بدافع من إيمانه الراسخ بأن يجتاح كل ص _١٦٣


الصفحة التالية
Icon