شىء.. لكن هذا لا يجوز، لأن المجاز بديهى فى القرآن.. وعندما أقرأ قوله تعالى: (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا) وقوله: (إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون) لا أجد من يقول: إن هناك أغلالا وسدودا! لا سد الفرات، ولا السد العالى.. فالمقصود سدود وأغلال معنوية.. وتلك كلها مجازات.. والمجازات موجودة فى لغات الأرض، وليس فى اللغة العربية وحسب. الأمر الثانى: كاد هو وابن القيم، يقعان فى التجسيد.. وأذكر أنى كنت أناقش رسالة ماجستير فى الأصول الخمسة للمعتزلة.. فوجدت الطالب يقول: هل لله جسم؟ ثم قال: نتوقف عن الإجابة! سكت حتى أسمع ما يقول.. قال: ما أذكره نقلا عن ابن القيم: قلت له: لا ابن القيم ولا ابن تيمية نقبل منهم التوقف. لأن كلمة جسم يعنى مادة.. وخصائص المادة عرفت فى الفيزياء الآن: القصور الذاتى، والمساحة والحيز.. الخ، فأنا أرفض أن يكون هناك توقف فى هذا الموضوع، بل الإنكار، وهذا قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فرفضت رفضا باتا هذا القول. هذا اللون من التفكير أو الاهتمامات، لا أدرى: ماذا يكون مردوده العلمى للواقع الإسلامى؟ هذا اللون أساء للأمة الإسلامية.. وهذا الكلام هو امتداد للبيزنطية التى أكلت الدولة الرومانية.. وهو من الجدل المنهى عنه يقينا.. وهذه النزعة التى أخذت على ابن تيمية، جعلت بعض المسلمين يبتعد عنه.. ابتعد عنه الأزهر، كما ابتعدت عنه أعداد من جماهير المسلمين، لولا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وأن الرجل عقل كبير، وكان ينبغى للأمة الإسلامية أن تلتفت إليه وأن تدرسه. وقد يكون من النعم أن كل إنسان، له وعليه، وإلا لقدس الأشخاص.. ص _١٦٤