فمن الطبيعى ـ والأمر كذلك ـ أن يولى المعهد قضية فهم مناهج القرآن العظيم وطرائق التعامل معه من الاهتمام ما تستحقه، ولذلك تقرر فتح (ملف للقرآن العظيم) تدور الأبحاث فيه ودراساته حول مناهج فهم القرآن المجيد، وكيفية جعله المصدر الأول لثقافة المسلم المعاصر، ومعرفته وعلمه وتوجيهه، وقضايا تفسيره وتأويله، وتصنيفه وتبويبه، وعلاقته بعلوم المسلمين قديما وحديثا وعلاقتها به، وغير ذلك مما يمكن العقل المسلم من العودة إلى التعامل السليم مع القرآن الكريم، ويعيد القرآن العظيم إلى مركز الدائرة فى ثقافة المسلم المعاصر، ومعرفته وحضارته ليستعيد العقل المسلم عافيته، ويسترد القرآن المجيد دوره فى عطائه وإنارته. ولقد رأى المعهد أن يبدأ هذا الملف القرآنى المبارك ببيان مناهج التعامل مع القرآن الكريم، من خلال مدارسة بين الشيخ الجليل محمد الغزالى مستشار المعهد، والأستاذ الفاضل الأخ عمر عبيد حسنة المشرف على إعداد وتحرير "كتاب الأمة"، الذى تفضل مشكورا بإعداد أفكار هذه المدرسة، وصاغ أسئلتها، وفقا لأهداف المعهد وغاياته من فتح هذا الملف، وستتلو هذه الحلقة إن شاء الله تعالى دراسات وأبحاث، تتناول الجوانب المختلفة من هذا الموضوع، الذى نرجو أن نوفق فيه لأداء الواجب الشرعى، وهو تيسير الذكر للمدكرين. وفى إطار هذه الجهود أعد المعهد أيضا مجموعة كبيرة من مرويات السلف فى التفسير، وقيد الطبع منها: "مرويات الإمام أحمد بن حنبل فى التفسير" التى يشرف الأستاذ الدكتور حكمت بشير أستاذ التفسير فى الجامعة الإسلامية فى المدينة المنورة على إصدارها، وستصدر فى مجلدين إن شاء الله. وفى حلقات هذا الملف كتاب: "نظرية المعرفة فى القرآن العظيم "، التى يعكف الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد على إعدادها الآن. وسعيا لتحقيق الهدف الكبير ـ وهو هيمنة القرآن العظيم على العقل الإنسانى وقيادته ـ لهدايته ـ جرت محاولات التكشيف والتصنيف الموضوعى للقرآن


الصفحة التالية
Icon