العظيم. والمعهد وهو يطوف فى رحاب القرآن العظيم الفسيحة، يود أن يؤكد لأولئك الجاحدين والمعاندين أن أية محاولة فهم للإسلام، أو إصلاح لأحوال المسلمين تتجاوز القرآن العظيم، أو تهجره أو تتخطاه، أو تقرؤه بنفس الأعين التى تقرأ بها ص _٠٠٥
معلقات امرئ القيس، وطرفة، وعنترة، وخمريات أبى نواس، إنما هى محاولات بائرة خاسرة، لا تحاولها إلا أبصار كليلة وبصائر صدئة. كما أن تلك القراءات التى تقوم على الهذرمة، والقراءة اللغوية، والفهم المعتمد على تردد البصر بين الآية والمعجم اللغوى، والذهن العملى، أو الآلى، لن توصل إلى الوعى الحضارى العمرانى بالقرآن، ولذلك فتح المعهد ملف القرآن العظيم ليكون سلسلة من الأبحاث والدراسات فى القرآن العظيم وحوله، تنتهى بتعليم القراءة المتدبرة التى تهيئ المسلمين للفهم الرسالى للقرآن العظيم، وتخرجهم من إطار الفهم الحرفى الفنى المهنى ـ الذى سنضعه موضعه من الوسائل الفنية للفهم والإدراك الغائبين الشاملين للكتاب المجيد. وتتسم هذه المدارسة بمداخل نقدية عديدة، تبعا لتنوع الموضوعات التى تشملها، فى محاولات يبذلها كل من المتدارسين ـ السائل والمجيب ـ لاستخلاص وعى قرآنى بشروط معرفية، تقارب ضوابط المنهج الذى لا يأخذ بكل ما ورد ضمن الفكر السائد الموروث دون تمحيص وتحليل ونقد. والمدارسة تعمل على استدعاء القرآن فى إطار عالمى متغير، وبشروط وعى جديد، لا ندعى أئه قد اكتمل فى هذه المدارسة، التى تكمن أهميتها فى تصحيح كثير من المفاهيم المتعلقة بالتعامل مع القرآن والموضوعات الإسلامية، كخطوة أولى يؤسس بموجبها الوعى المنهجى الإسلامى المعاصر، فهى مدارسة تأخذ جانب المراجعة والتقويم لموروثنا الإسلامى من زاويته البشرية. وهذه المدارسة لم تتجه لإحداث (قطيعة معرفية) مع موروثات الفكر الإسلامى السائد فى التفسير وغيره بل استصحبت منها ما يمكن توثيقه، مع انفتاح إيجابى على تيارات ومدارس الفكر الإسلامى


الصفحة التالية
Icon