تكن معروفة فى عصر نزول القرآن، وأن العلم أثبتها بعد آماد طويلة. وقد تؤكد المعارف العلمية كل يوم، ما يكسبنا الاطمئنان إلى صحة النص القرآنى ولا شك أن الحقائق العلمية التى عرض لها القرآن فى عصر الأمية العلمية، ص _٠٢٠
تعتبر من دلائل النبوة، وبرهان صدقها، أما تسميتها "إعجازا"، فالأمر ليس بهذه السهولة والبساطة، على الرغم من أن القرآن وضع العقل البشري فى المناخ العلمى، ووفر له الإسلام الشروط والظروف المطلوبة.. فموضوع القرآن: صياغة الإنسان، ووظيفة الإنسان: القيام بأعباء الاستخلاف، والإعمار عن طريق اكتشاف سنن التسخير، وحسن التعامل معها. لذلك، طلب القرآن: النظر، والتدبر، والملاحظة، والاختبار، وإدراك علل الأشياء، وأسبابها، وامتد فى ذلك إلى استشراف المستقبل :(ولتعلمن نبأه بعد حين) والمسلمون اليوم مطمئنون إلى صدق النبوة، وصحة النص، وإن احتجنا اليوم لهذا اللون من الطرح، فقد يكون مفيدا مع غير المسلمين. وأخشى ما أخشاه، أن يستغنى المسلمون اليوم عن محاولة الإبداع والإنجاز العلمى فى مختلف الميادين فى ضوء هداية القرآن، والاستنفار لذلك، بالكلام عن الإعجاز العلمى كلون من التعويض. إذ نرى بعض مسلمى اليوم كلما اكتشفت نظرية، أو حقيقة علمية على يد غير المسلمين، يجهدون أنفسهم ـ عن حسن نية ـ فى التدليل على أن القرآن عرض لها، وأثبتها قبل العلم! وأعتقد أن هذا دليل للواقع المتخلف والعاجز، فإذا كان القرآن قد عرض لها، فما بال المسلمين لم يفقهوها؟ لذلك، نخشى أن ينقلب موضوع الإعجاز العلمى المعاصر من منبه حضارى مؤرق، إلى صورة من التفاخر والتظاهر المعوق، وتكريس التخلف والأمية العقلية. وقضية أخرى، نرى أنه لابد من أن نعرض لها فى هذه المقدمة، وهى: أن لكل علم من العلوم الإنسانية والتجريبية، مناهج، وآلات، وتقنيات خاصة لفهمه وإدراكه، حتى إننا نرى اليوم، لكل شعبة أدوات خاصة لفهمها فى مجال العلم الواحد. ففى مجال