ومعالم على الطريق، تثير وتستدعى كثيرا من النظر والبحث والتأصيل. وقد نقول: بأن هذه "المدارسة"، أمكنها طرح القضية، واستدعاؤها إلى محل الاهتمام، وتقديم مجموعة ملاحظات يمكن أن تعد أساسا لبناء فكر قرآنى قادر على الانطلاق باتجاه الشهود والإنجاز الحضارى، وإحياء موات الأمة. ص _٠٢٢
ولاشك أن مثل هذه النقلة الثقافية محتاجة إلى شروط ومواصفات لها علاقة بالنظام التعليمى، والإعلامى، والتربوى، ومؤسسات تعليم القرآن، وحفظه، وتفسيره، وإن شئت فقل: لها علاقة بالتشكيل الثقافى للأمة بشكل عام. ولعل ما نقدمه فى هذا الكتاب، يشكل محاولة لكسر أقفال. القلوب، وفتح النوافذ أمام العقول، ووضع الأغلال والآصار التى أثقلت الكواهل، وأوقفت فاعلية العقل المسلم. ولا نحب أن نتكلم عن الشيخ الغزالى ـ أمد الله عمره ـ ونظراته الدقيقة والمتميزة فى هذا الموضوع، وهو غنى عن التعريف، حيث استجاب مأجورا للحوار الذى أصر على تسميته: "مدارسة" وأوكل لنا مشكورا أمر صياغته. وقد آثرنا فى العرض: إبقاء الحوار "المدارسة" مترسلا على طبيعية، دون تدخل كبير فى إعادة الترتيب، آملين أن يتواصل السير، وتأخذ القضايا المطروحة حظها من البحث، والمناقشة، والإثراء والإنضاج. ولابد أن نشير إلى أن الكتاب هو اقتراح لـ "المعهد العالمى للفكر الإسلامى"، ليكون دليلا ومرشدا لعلماء الاجتماعيات المسلمين بصفة خاصة، وللعلماء فى شعب المعرفة الأخرى بصفة عامة. ومن الجدير بالذكر أن المعهد قد أصدر كتابا مماثلا له فى كيفية التعامل مع السنة النبوية المطهرة أعده الدكتور يوسف القرضاوى، ويعتقد أن هذا الموضوع من الأهمية بحيث يحتاج إلى أكثر من معالجة، وأن يتناوله العلماء والمفكرون المسلمون من جوانب مختلفة. رمضان ١٤٠٩ هـ إبريل ١٩٨٩ م الدوحة/ قطر عمر عبيد حسنة ص _٠٢٣


الصفحة التالية
Icon