يقعون فيها الآن. لابد من قراءة القرآن الكريم قراءة متدبرة واعية تفهم الجملة فهما دقيقا، ويبذل كل امرئ ما يستطيع لوعى معناها وإدراك مقاصدها، فإن عز عليه سأل أهل الذكر.. ص _٠٢٧
والمدارسة للقرآن مطلوبة باستمرار.. ومعنى مدارسة القرآن: القراءة والفهم والتدبر والتبييّن لسنن الله فى الأنفس والآفاق، ومقومات الشهود الحضارى، ومعرفة الوصايا والأحكام، وأنواع الترغيب والترهيب، والوعد والوعيد، وما إلى ذلك مما يحتاج المسلمون إليه لاستئناف دورهم المفقود. قرأت للعقاد مرة أن هناك ما يسمى بشعر الحالات النفسية، وهو أن يرتقى الإنسان مع الكتاب الذى يقرؤه، ويرتفع بنفسه إلى الحقائق أو القصص أو المطالب كى يصورها. وهذا إن كان مطلوبا مع الكتب العادية، فهو مع كتاب الله أولى.. وهكذا كان الأولون. كان الأولون يقرأون القرآن فيرتفعون إلى مستواه.. أما نحن فنقرأ القرآن فنشده إلى مستوانا.. وهذا ظلم للكتاب.. هذه ناحية. ومن الناحية الأخرى، فإن أثر القرآن فى نفس من نزل عليه القرآن، يجب أن يُعرف، فالنبى عليه الصلاة والسلام " كان خلقه القرآن "، كما روت السيدة عائشة رضى الله عنها، ومعروف أن معنى الكلمة: أنه كان يعيش فى جو قرآنى، ويصدر فى سلوكه عن قيم القرآن. وأن عقله الظاهر والباطن مع الله عندما يكون الحديث عن الله، ومع الكون سياحة عريضة وتأمل وتدبر لآلاء الله عندما يكون الحديث عن الكون وقواه وأسراره، ومع الماضين فى الاتعاظ والاعتبار بمصارعهم ومصائرهم ومسالكهم عندما يكون الحديث فى قصص القرآن، ومع الآخرة والنعيم ص _٠٢٨