الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم). ص _٠٣٠
نحن ما اتبعنا رضوان الله، ولا سبل السلام، ولا استطعنا أن نقدم سلاما للعالم، ولا استطعنا أن ننقل هدايات القرآن للقارات الخمس.. هناك فى عصرنا خمسة مليارات من البشر، محجوبة عن أضواء القرآن، لا تعرف عنه شيئا! والسبب: أن المسلمين أنفسهم محجوبون عن أضواء القرآن، وفاقد الشىء لا يعطيه. العودة إلى القرآن: أرى أنه لابد أن نعود لدراسة القرآن.. وتلاوة القرآن عندنا مطلوبة.. والتعبد بتلاوة القرآن كان لاستبقاء الوحى الذى صانه الله فى الإسلام، بينما ضاع الوحى القديم بالإهمال، والتداخل مع التراجم، وبأشياء كثيرة.. نحن أمرنا أن نتلو القرآن، لكن ـ كما قلت ـ يستحيل فصل المعنى عن المبنى، وهذا تجده فى آيات التلاوة الواردة فى القرآن، كقوله تعالى: (كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب). ويتحدث القرآن مرة أخرى عن أن التلاوة هنا هى أساس التوكل، وأساس التوجه، وأساس صنع النفس البشرية.. وربما تطلعت الشعوب إلى معجزة أخرى غير هذا القرآن من مثل معجزة تكليم الموتى، تسيير الجبال، تحرك الناس بطريقة أخرى، عندما قالوا: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى). لكن، لا.. فهذا قرآن يكلم الرجال ليعيد صياغتهم، ويكلم الأحياء ليحقق استجابتهم، ويكلم العقلاء ليوجه وعيهم، فيجعل منهم أمة تحمل رسالتها.. وفعلا حملت الأمة رسالتها لأنها فهمت المقصود من إرسال المعجزة الأخيرة، وأدركت أبعادها، وتدبرت مقاصدها: معجزة إنسانية تتصل بإحياء المواهب الإنسانية، وتفجير الطاقة البشرية لهذا الخلق، وإعادة بناء وتشكيل العقل الإنسانى. من تجربتي الذاتية: حفظت القرآن وعمرى عشر سنين.. وبداهة ما كنت أعى منه شيئا.. بل من اللطائف التى أذكرها، أنى وأنا أحفظ سورة الإسراء،