معظم المعانى القرآنية على حياة المسلمين، فلابد من إعادة النظر باستمرار بطريقة توصيل القرآن إلى الطلبة والأطفال وإعمال عقولهم بالمعانى الإجمالية التى تتناسب مع عمرهم العقلى، وتعويدهم البحث فيما وراء الألفاظ؟ هذا حق، ولذلك ورد أن الرسول ﷺ كان يعلم الناس المغازى كما يعلمهم السورة من القرآن.. وبدهى عندما تنزل سورة فيها قصة أحد ونحن خارجون من الهزيمة، ص _٠٣٣
والفتيان والفتيات والرجال والنساء يشعرون بكل ما وقع، فالقرآن الذى يتلى هنا يكون قطعة من الحياة.. وما أظن أن الصحابة رضوان الله عليهم، كان عندهم عدد كبير من حفاظ القرآن.. ربما كانوا نسبة فى المائة.. ولعل الأمر الأكثر بروزا عندهم، كان تمثل المعانى وترجمتها إلى واقع على الرغم من كثرة الحفظة وكتاب الوحى.. ففى حرب اليمامة، قتل عدد كبير من حفاظ القرآن، ورأيت سالما مولى حذيفة رضى الله عنه، ذلك الرجل العظيم الذى استشهد فى تلك المعركة والذى كان أحد النماذج لعطاء القرآن، قال: (بئس حامل القرآن أنا إن أوتيتم من قبلى).. فقد عزَّ عليه أن يقال له: احذر يا سالم أن نؤتى من قبلك.. فغضب، وغرس حربته، ومات مكانها، وأبى أن يتزحزح أمام هجوم المرتدين. فكان نموذجا حيا للقرآن الكريم عندما ينطلق قذيفة حية لأداء رسالة الهدى والنور. على كل حال أنا أريد أن يطرح الموضوع من جديد وأن يعاد النظر فى أسلوب الحفظ وتوصيل القرآن إلى الأجيال القادمة، فالأمر يحتاج إلى مدارسة وطريقة تربوية تجعلنا نستجيش المعانى، ونحيا بها ولها، ولا نكون أشرطة تسجيل، كل ما لديها أنها تستوعب الألفاظ، وانتهى الأمر. تقنيات الحفظ، وضرورة استمرار التواتر فى المشافهة يبدو لى فى هذه النقطة أنه بعد تقدم التقنيات التى مكنت من الحفظ والطباعة والتسجيل واسترجاع ذلك بسهولة ويسر، وأصبح الاعتماد على الذاكرة فى العصر الحاضر محدودا إلى حد بعيد، حيث تقوم تلك التقنيات الحديثة مقام


الصفحة التالية
Icon