بعيدا عنه، وإذا تجاوزته فإلى معاملات الأسواق العادية.. أما أن تذهب هذه المدرسة إلى الآفاق الإسلامية البعيدة، وتنزل الإسلام على واقع الناس، وتعالج مشكلاتهم فى ضوء قيم القرآن الخالدة وتعاليم السنة المبينة فأمر لا نرى له شيئا يذكر، كما كان الفقهاء قديما يفعلون.. ص _٠٣٦
فالإمام أبو حنيفة مثلا، له تلميذان مشهوران: أبو يوسف و محمد.. أبو يوسف ألف فى الخراج، أى فى الضريبة.. ومحمد ألف فى العلاقات الدولية فى كتابه :"السير الكبير".. هذا هو الفقه قديما، فكان كل منهما رائدا فى مجاله.. أما أن يكون الفقه اليوم مقطوع الصلة بالفقه الدستورى، والفقه الإدارى، والفقه الدولى، فهذا موت. وهناك منهج الأصوليين أو مدرسة الأصوليين، وهى مدرسة فيها دقة وضبط للنظر واستنباط الأحكام، ولكن يوشك أن يقال: إن آخر من ظهر فيها وخمدت بعده حتى كادت تموت: الإمام الشاطبى فى كتابه " الموافقات "، وهو كتاب جيد، لكن الرجل توقف عنده علم الأصول عن العطاء، ولا أعرف من جاء بعده بشكل متميز، ومن ثم أصبح علم الأصول نفسه ذلك المنهج العظيم، على يد المتأخرين، علما مضحكا، لأنه أصبح كالآتى: الخلاصة، التلخيص، الملخص، المتن، الشرح، الحاشية.. كأننا نطحن الماء فلا يزيد ولا ينقص. ص _٠٣٧


الصفحة التالية
Icon