_٠٤٣
ههذا ـ فى نظرى ـ يجعلنى أنظر إلى الحياة الغربية التى نعيش فيها، نظرة فيها إنصاف.. الحضارة الغربية احترمت الكون ـ وهذا أصل من أصول الإسلام ـ وبدأت تدرسه، وربما اقتربت من الفطرة فى بعض المراحل أكثر منا، فنحن أمة أكلتها التقاليد التي صنعتها لنفسها، وضعت بها قيودا على مسالكها، فمن يريد الزواج عندنا مثلا، لا يتزوج بيسر الإسلام وفطرته التى أصلها القرآن، ولا حتى يتزوج بالفطرة البشرية الموجودة فى أوروبا مثلا، إنما يتزوج من خلال مجموعة القيود والتقاليد التى امتد سلطانها حتى هُزمت أمامها القيم الدينية.. لقد أصبح الزواج عندنا: (خراب بيت وانكسار ظهر) من النفقات. أظن أن الحضارة الغربية، فى نظرتها إلى الحياة الدنيا والكون، واكتشافها لسننه، وأخذها من أسراره، تجعلنى أقول: هذا هو كتابنا.. هذا ما عندنا.. لكن ما وقعوا فيه من أخطاء إنما جاء من أنهم: ما وصل إليهم القرآن وما عرفوا فكره. فهم ظنوا أن الدين عائق عن الحركة، وعن النظرة المنطلقة، وذلك ربما يكون لأن الصورة المجسدة أمامهم هى صور معوقة.. التكلف فى التعامل مع القرآن: يقول الله تعالى لصاحب الرسالة المبين عن ربه: (قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين)، ونحن قدمنا الدين تكلفا. فبدل أن يكون سجيا جميلا وفطرة سهلة، قدمناه تكلفا، فأى ظلم للحقيقة عندما تخرج عن صفتها الأولى؟! الدين عندنا فطرة: (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله) الكون هو الكون، كما خلقه الله، وفطرتى هى فطرتى كما فطرها الله، والكون والفطرة هما خلق الله.. أنا لا أبدل شيئا من هذا، أنا أتجاوب معه.. الكفر، أو الشرك، أو الإلحاد، عوج عن الفطرة، واصطدام بالعقل والكون وخروج عليه.. أريد أن يعرف الدين على هذا المعنى القرآنى السليم الصحيح، ولا يفهم الدين من خلال تقاليد رهبان اعتبرها القرآن الكريم صدا عن سبيل الله.. وظيفة الراهب: قيادة ص


الصفحة التالية
Icon