التأملات وخطرات القلوب ـ ومناهج اللغويين.. والأمر المطروح هو: ص _٠٤٦
كيف نفيد من هذه المناهج فى العودة إلى النبع الأصلى القرآنى، وهل هذا الميراث المنهجى ملزم لنا، وهو لا يخرج عن كونه اجتهادا حقق أبعادا طيبة فى تحقيق الرؤية القرآنية؟ وهل يجوز لنا أن نقفز ونتعامل مباشرة مع النص؟ وما هى وسائلنا الأمنية لمثل هذا التعامل؟ أستطيع أن أقول: إن هناك مناهج نقلناها من أصلها الأول ومجالها إلى علوم أخرى، فأفسدناها.. نحن نحفظ أن الإسناد من الدين، ولولاه لقال من شاء ما شاء.. وهذا حق.. فأن أتى بسند دينى لما أقول، فهذا مطلوب. لكن تحول مجال الأدب ومجالات أخرى إلى روايات: عن فلان، عن فلان، أنه سمع فلانا يقول كذا.. هذا لا معنى له. لقد وجدنا مرويات كثيرة حتى أصبحت الثقافة عندنا وكأنها ثقافة نقول! وهذا مفهوم وغير مطلوب.. الأدب عندنا توقف بسبب أشياء ومحاصرة من هذا النوع. ممكن جدا أن يعود إلى وصف الطبيعة، ووصف النفس البشرية بعيدا عن النقول التى تجعل كتب الأدب كتب مرويات وهذه واحدة. الشىء الثانى هو أن آيات الأحكام، إذا ما قيست بالآيات الأخرى نجدها أنها أقل الآيات عددا. لكن ـ كما قلت ـ فالقصص القرآنى يسوق قصة كاملة من خمس أو ست صفحات ليخلص فى النهاية إلى تربية نفس معينة.. فالقول بأن منهج دراسة الأحكام ينقل ليصبح منهجا لدراسة الأخلاق ودراسة التربية فهذا غير صحيح، لأن كل منهج له ضوابط، ولكل مقصد طبيعته وخصائصه.. وهذا يعنى: أنى أبحث فى الأحكام عن الكلمة: هل هى عامة؟ هل هى خاصة؟ هل هى مطلقة؟ هل هى مقيدة؟.. وهكذا. لكن عندما أدرس الأخلاق مثلا، أو التربية، أو قصص الأمم، أو الكونيات وما يتصل بها، فما علاقة ذلك بهذا المنهج؟ ولماذا يفرض على بقية المحاور القرآنية التى لها طبيعتها ومقاصدها وأدواتها ومناهجها؟.. لا يمكن أن يقبل هذا.. تقول الإحصائيات: إن كتب الفقه تشكل نصف الثقافة الإسلامية فلو دخلت مكتبة مثلا


الصفحة التالية
Icon