عليم) ص _٠٥٠
فقيل للمشركين هذا الكلام: هزمتهم لأن القانون الذى انطبق على الفراعنة من عشرين قرنا، انطبق عليكم، وينطبق على المسلمين بعد ذلك فى أحد، يقول تعالى: (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين). هناك قوانين كثيرة، ذكرت فيما كتبت على ما أظن عشرة: منها: (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم) ومنها: (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون) ومنها: (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم) ومنها: (قالوا أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) ومنها: (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا) آيات كثيرة فى القرآن الكريم هى قوانين لابد أن تنطبق على العدو والصديق، ومحاولة الإفلات من هذه القوانين، فاشلة، بل ميئوس من نتائجها، وعندما يقول الله تعالى: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) فإن هذا القدر المعلوم يفرض نفسه. ونضرب مثلا فى حياتنا العامة. خذ مثلا: نحن نعلم أن القطن يزرع خلال ثمانية أشهر فى السنة.. مهما بذلت من جهد لمحاولة أن تجئ بالثمر قبل أوانه فذلك مستحيل. إذا كان الحمل يستغرق ما بين سبعة وتسعة أشهر فلن يكون قبل ذلك إلا إجهاضا، ولن يجيىء بعد ذلك أبدا كما يقول علم الطب. هذه القوانين التى تكون فى الأحوال المادية، فى الكون والحياة، هى سارية أيضا فى الحضارة الإنسانية التى نعيش فيها الآن.. انهزم المسلمون لأنهم كان يجب أن ص _٠٥١


الصفحة التالية
Icon