ينهزموا، وسنن الله لا تلين لمن يدعى أنه ابنه أو حبيبه، فعندما قال اليهود والنصارى :(وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير). الاثار المدمرة لتعطيل قانون السببية: فهذه القوانين لابد أن تأخذ مكانها الصحيح من عقلنا، ولابد أن نحترمها.. للأسف وجد فى الأمة الإسلامية خطأ قديم، ولا تزال بعض آثاره باقية إلى اليوم، وهو شيوع فلسفة الجبر، وهى فلسفة عطلت قانون السببية تعطيلا كاملا. لقد عطلته فى السنن الكونية، فتخلفنا فى عمارة الأرض.. وعطلته فى السنن النفسية، فسادنا التواكل وانطفاء الفاعلية. هذا من أسباب انهيار الحضارة الإسلامية، وعقيدة القدر التى كانت يوما ما سبب انطلاق الأمة الإسلامية دون تهيب إلى الإمبراطوريات الضخمة، وقرعت أبوابها بآيات الله وهى لا تبالى، واستسلمت هذه الأمم أمام العطاء الروحى والثقافى والحضارى للقادمين، تحولت هذه العقيدة ـ عقيدة القدر ـ غريبة، مسخت الكتاب والسنة، وأصبح الناس ينظرون إلى أنفسهم على أنهم ريش فى مهب الريح، أو جيف مرمية فى البحر تتقاذفها الأمواج كما تشاء.. كنت يوما أدرس فى المسجد، فقلت للمسلمين: إذا كان الله سبحانه وتعالي يقول للإنسان كى يشهد على نفسه: (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) أنت شاهد على نفسك بما قدمت، فيجىء واحد من الناس، ويأتينى بحديث يحفظه ولا يحسن فهمه، ويقول: إن الرجل يكون صالحا فيسبق عليه الكتاب فيفسد مستقبله، أو يكون فاسدا فيسبق عليه الكتاب فيصلح مستقبله والاستشهاد بمثل هذه المرويات كثير، لكن المشكلة تبقى: فى النظرة الجزئية، والعجز عن فقه النص، والتحقق بالنظرة الموضوعية ـ وليس الموضعية كما أسلفنا. فهذا حديث لم يفهم على وجهه أبدا، وهو يوم يكون لا يتحمل إلا هذا المعنى، فلا بد من التوقف وإن صح سنده، وتبقى