المحاولة قائمة لتأويله، وشرحه ليتوافق مع النص القرآنى.. والمعنى ـ كما شرحته لهم ـ هو أن الأستاذ قد يكون رقيبا فى الدرس على بعض الطلاب، ويأخذ باله من اجتهاد هذا وكسل ذلك، فيسأل ما رأيك فى النتيجة؟ ص _٠٥٢
ماذا تظن الحال؟ فيقول: الطالب فلان وفلان سينجحان، وفلان وفلان سيرسبان.. ثم تكون الامتحانات، وتشاء الأقدار أن الأمر يكون كما قال، فيقول من باب المباهاة والاعتداد بحسن حكمه على الأمور: كلمتى لا تقع على الأرض، أنا قلت كلمة لابد أن تنفذ.. وهذا اعتداد بعلمه وذكائه. فهذا الحديث هو من باب الاعتداد بعلم الله. فربما وجد شخص من الناس يعمل الصالحات، لكن فى علم الله فإن نهايته سيئة؟ لأنه مراء لأنه كذاب، لأنه سينكشف ما فيه على مر الأيام. وهو الذى يصنع حاضره ومستقبله.. وجدت أن الأمة الإسلامية لما غاب وعيها بهذه القوانين ونسيت المعنى، أصبحت تتلقى الانتصارات والهزائم دون وعى ودون استفادة، ودون البحث فى أسباب النصر وعوامل الهزيمة، وران عليها هذا حتى فى كتابة التاريخ، فهى لا تكاد تعى ما يقع بها من مآس. وأنا أنظر الآن، فأجد أن المسلمين تنزل بهم النكبات التى تقصم الظهر ثم تنتهى بغير شىء! لِمَ؟ مأساة الأندلس التعليق عليها قصيدة: لكل شىء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان هل هذا هو التعليق؟ أين تعليق العلماء والأمراء والساسة والقادة، والنظر فى هذا كله نظرة فيها محاسبة للنفس؟.. إذا أفلست شركة مثلا فإن التقرير يوضع عن أسباب الإفلاس، فكيف لم توضع أى تقارير عن فساد الأمة الإسلامية الذى أدى إلى هزيمتها فى الأندلس، وعن انحصار هذه الأرض وضياعها؟ كيف؟ هذا شىء يستدعى أن نفكر نحن تفكيرا جادا فى الطريقة التى نعيش بها.. نحن ما فهمنا سنن الله الكونية فى الأرض، حسب منطق التجربة والاستقراء والملاحظة، وهو المنطق القرآنى الذى عُرف من كتاب ربنا ومن تطبيقات النبوة، ولا أحسنا الاستفادة من سنن الله فى


الصفحة التالية
Icon