معصيته إلى التوبة المطلوبة منه.. هكذا حال أمتنا.. (سمعت مرة فى أحد المساجد وصفا كاد شعر رأسى يقف من هول القيامة، وإذا واحد من الرعاع، ما خطر بباله شىء من هذا الوصف، ويصرخ: الله يا سيدنا الشيخ، أعد! لقد أصبح هذا التعامل مع القرآن ـ للأسف ـ هو المناخ الثقافى السائد الذى نورثه لأجيالنا). ص _٠٥٤
لابد من التدبر.. فإن تدبرنا الآيات، نقلناها إلى حقول الممارسة على الأقل، أو إلى ميادين السلوك لنعرف كيف نعمل هذه الآية فيما نعانى منه وفى ما نواجهه، فإذا قيل: (إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون) فإننا يجب أن نجئ بهذه الآية، وننظر إلى أعمالنا وهى قاصرة: هل يكملها الله؟.. لا.. لن يكملها الله، لأنه لا يصلح عمل مفسد.. إذن ما الخلل الذى أصاب العمل فجعله لا ينتج؟ لابد من استدراكه حتى يؤذن الله بالصلاح، لذلك لابد من تحرى الصواب فى العمل، إلى جانب الإخلاص. يجب أن نغير أنفسنا كما تقول الآيات.. فى كتابى: "جدد حياتك " وأنا أنقل عن "ديل كارنيجى" أن واحدا قال لابنه وهو مسافر للاستشفاء: إن بلاءك من نفسك التى بين جنبيك، فإذا تغيرت الأرض عليك بالسياحة، وانتقلت من هنا إلى هنا، وبقيت نفسك التى بين جنبيك، بسوادها وتشاؤمها وإسفافها، فلن تنفعك السياحة.. لابد من تغيير نفسى يجعل لهذه السياحة معنى. ص _٠٥٥


الصفحة التالية
Icon