لابد من جعل القرآن يتحول فى حياتنا إلى طاقة متحركة.. أما أن يوضع فى المتاحف أو المكاتب للبركة، أو أن نفتح المصحف ونقرأ منه آية أو آيات وينتهى الأمر، هذا لا يجوز. لاحظت أن آيات الأحكام من غير شك، كانت من وراء جهد الفقهاء فى بعض القضايا وبعض الاجتهادات الفقهية.. لكن بقية آيات القرآن أهملت وبقية آيات القرآن التى هى القصص.. والقصص القرآنى فيه الكثير من العلاج.. أنا سمعت حسن البنا رحمه الله، يقول بنفسه : لا أدرى لماذا أهمل التأليف الروائى، وكان يمكن أن يكون سببا فى إنشاء أجيال واعية؟ كان يمكن جدا أن أروى للأطفال: محاولة الحبشة هدم الكعبة تبعا لمؤامرة عالمية بين الإمبراطورية الرومانية فى أوروبا وبين الحبشة فى إفريقيا، وكيف أنهم أرسلوا الفيل، وكيف أنهم نجحوا فى احتلال الجنوب.. وأجعل الأطفال من خلال قصة الفيل، يعرفون أشياء كثيرة من علاقات دينية، وعلاقات دولية، ومعلومات تاريخية، وكيف أن الله ينصر الإسلام بعد أن نبذل نحن جهدنا فى نصرته.. وذلك بدل أن أسمع من يقول: إن الشيخ محمد عبده كافر.. لماذا كافر؟ لأنه شرح سورة الفيل وقال: إن الطير الأبابيل، هى الجراثيم.. أنا قرأت شرح الرجل، ليس فيه هذا الكلام.. قال: إن الطير الأبابيل ص _٠٦١


الصفحة التالية
Icon