ما المستودع؟.. إنه القبر. وما يصل إليه البدن.. ثم ما بين المستقر والمستودع من حياة، هذا كله يحتاج إلى فقه. هذا الفقه قد يكون فقها فى علم الأجنة.. وقد يكون فقها فى أشياء كثيرة كما توحى الآية هنا، فالفقه الذى أشار إليه القرآن هنا واسع المرادات، لكن غلب علينا أن نترك توجيهات القرآن غفلة، مثلما تركنا إلى الآن حساب الزمن بالنظام الفلكى، فالآية قالت: العلم: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون). الآن نحن حريصون على أن تبقى الأمة أمة أمية، تحسب الشهر وتكتبه بالرؤية الحسية.. طبيعة الأميين.. أما أن نعرف الحساب كما قالت الآية، حسابا فلكيا، فيعرف ميلاد الشهر بالنظام والحساب الفلكى، وبالمراصد كما يقع الآن، فهذا لا يزال أمرا مستبعدا فى أذهان الناس، ولا نزال نرى أن واحدا بالمشاهدة يستطيع تكذيب العلم! يعنى، تقول المراصد فى الدول المتقدمة علميا لا يولد القمر هذه الليلة، ويأتى واحد ويقول: أنا رأيت القمر.. ويصدق، وانتهى الأمر، وذهب العلم! الأمر يحتاج من غير شك إلى أن نفهم العلم ونفهم الفقه بالمعانى القرآنية، لأن القرآن وسع دائرة الفقه من خلال نظرنا فى الآيات. ( لهم قلوب لا يفقهون بها) نتتبع الآية.. لماذا وصف اليهود بأنهم قوم لا يفقهون؟ والكفار فى بدر " لا يفقهون " ؟ لماذا نعرف القضايا التى جهلها هؤلاء وفقهنا القرآن فيها عن طريق تبصرنا بأن هؤلاء هزموا لعدم فقههم.. ص _٠٧١