جمد بعض الأجهزة أو بعض الأعضاء.. لابد من النظرة الشمولية للقرآن كله.. وهكذا انطلق القرآن من بدء نزوله حيا تجد: (اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم * كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى). ص _٠٧٣
الأمر بالقراءة أولا، وكون القراءة باسم الله، وليست ثقافة مجردة، أو علما للعلم، وإنما هى قراءة باسم الله سبحانه وتعالى، لها هدفها.. الله الذى خلق.. ربط القراءة بتكوين الإنسان من علق، قضية متباعدة الأطراف.. ثم التركيز على هذا: (اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم). الدخول فى مسألة اقتصادية واجتماعية معا، وهى طغيان الإنسان عندما يترف وينعم ويجيئه المال، ويستكبر به. هذه المعانى المتباعدة فى ظاهرها هى القرآن الذى يكون مائدة متماثلة فى ما ذهب من حقائق الحياة وعناصرها لمن يسمع ولمن ينفذ.. فلابد من هذا الشمول فى النظر. والنظرة الجزئية وحدها، تكون غير كاملة لأنها انقطعت عن بقية الصورة. العجز عن إدراك المعنى الجامع لعل ذلك إنما حصل، بسبب عدم قدرة النظر على إدراك المعنى الجامع أو الخيط الجامع لهذه المظاهر جميعا.. وربما كانت النظرة الجزئية بسبب العجز عن التقاط الخيط الذى ينتظم هذه المظاهر جميعا: أهلية التعليم، وهدفية القراءة، وكون الله سبحانه وتعالى هو الخالق الذى خلق هذه المؤهلات التى يجب أن تتوجه إليه، أو تبدأ باسمه القراءة، وإن عدول الإنسان عن الخالق، والالتزام بقيمه الضابطة فى الحياة، وقوع فى الطغيان... الخ. هذا حسن فعلا.. عندما تريد أن ترسم صورة كاملة للإنسان، فهل إذا قطعت هذه الصورة إلى أجزاء، هل كل جزء منها يمكن أن يكون مكونا أو مؤديا أو منبها إلى فكرة الإنسان الكامل؟.. لا يمكن.. لن تكون الإنسانية واضحة ولا حتى جزئية فى جزء من الصور التى أمامك.. لابد من أن أكون ناظرا إلى القرآن كله النظرة