الشاملة المتماسكة. ولذلك أنا أحب أن يقال: إن الإسلام حضارة كاملة بأبعادها جميعا.. ومعنى أنه حضارة: أنه سيكون فيه تشريع إلى جانب التربية، والتوعية الخلقية، والأحكام الدولية.. إلى جانب المقاصد الكثيرة الأخرى التى تكمل الصورة.. فالقرآن كتاب حضارة كاملة.. وأظن أن الأستاذ حسن البنا فى أول مادة من تعاليمه العشرين التى يقدم بها الثقافة الإسلامية، قدم الإسلام بهذا الشمول، ص _٠٧٤
فقال: إنه مادة وروح، وعقل وعاطفة، ودنيا وآخرة. أعطاه كل ما يتصل بالحياة.. لقد فهم حسن البنا الإسلام كما قال تعالى: (ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) فالإسلام هداية ورحمة، ومصلحة ومنفعة، وأسرة، وتفاؤل وخير وانطلاق للمسلمين. أتصور أننا نحن المسلمين اليوم، خاصة فى الفكر الإسلامى المعاصر، نزعم ونرفع شعار أن الإسلام شامل لجميع جوانب الحياة.. لكن من الناحية العملية، نحن واقعون فى التجزيء وفى تضخيم بعض الجوانب وإسقاط بعض الجوانب والمقاصد الأخرى.. نحن مُتهمون من بعض المفكرين الأوروبيين بأن العقل العربى نفسه مولى بالنظرات الجزئية، وعاجز عن النظرة الشمولية، لذلك نمت فى ثقافته النظرات الجزئية، أو التوقف عند حدود الجزئيات أكثر من أن تكون عنده القدرة على رؤية شاملة خاصة فى عصور التخلف والجمود والتقليد.. فكيف ترون العلاج لهذه الإصابة بالنسبة للعقل المسلم اليوم؟ وما هى الوسائل، أو بعض المناهج التى تقترحونها ليتمكن المسلم اليوم من الرؤية القرآنية الشاملة التى تشكل المنطلق الثقافى؟ التفسير الموضوعى بشقيه، وهو مثلا: النبوة فى القرآن، المال فى القرآن، العدالة فى القرآن، ربما كان إنشاء تفسير موضوعى من هذا النوع يكون فيه معالجة لهذا الواقع، ومنطلق ثقافى لرؤية قرآنية شاملة ومتوازنة.. يضاف إلى ذلك أن النظرة الموضوعية للسورة كاملة،