المشركون بها لأنها نسخت بعد أن نزلت وحدث اضطراب فى تقرير الأحكام بسبب ذلك؟.. لا يوجد.. وهذا الكلام عن سبب نزول الآية مختلق.. ولم يوجد أحد من المشركين قال: إن محمدا يقرر حكما شرعيا ثم ينسخه.. ما وجد.. لأنه ما وجد حكم فى مكة نسخ بآية مكية.. لم يعرف فى تاريخ النزول ولا فى تاريخ التشريع أن حكما نزل فى مكة ثم نزل فى مكة نفسها حكم ناسخ له، القرآن لم يعرف ذلك.. فإذا، الكلام باطل، ولا توجد أحكام بطل معناها.. وكل ما هنالك أن هناك عدة آيات نظر فيها، وكان النظر قاصرا مثل قوله تعالى: (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا). فالآيات الأولى تأمر بوقوف الواحد لعشرة، ثم نسخت بأن يقف لاثنين.. الشيخ الخضرى رحمه الله قال: إن هذه رخصة مع عزيمة، والرخصة مع العزيمة ليست نسخا. الحكم الدائم الباقى: أن يقف المسلم لعشرة.. وهو أهل لهذا، أما التخفيف فى أن يقف لاثنين هذه رخصة، وهذا هو الحكم الصحيح. وأما آية :( علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه ) التى قيل إنها نسخت أول سورة المزمل، فهذا غير صحيح، لأن سورة المزمل موجهة إلى النبى عليه الصلاة والسلام تفرض عليه أن يقوم الليل، وقد ظل قيام الليل فريضة عليه إلي أن مات.. وتكرر الأمر فى سورة الإسراء: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) المهم، أن عددا من الصحابة قلد النبى عليه الصلاة والسلام فى قيام الليل بالصورة التى رسمت فى أول سورة المزمل. ولكن الله يعلم طبيعة الجماهير التى تكدح فى النهار فى عملها، وليست مكلفة برسالة كصاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام. ، ولذلك قال: ( فاقرءوا ما تيسر منه )أما صاحب الرسالة، فالأمر بالنسبة إليه كما هو، فلا نسخ فى الآية إطلاقا. ص _٠٨٤


الصفحة التالية
Icon