ينظر إلى السماء وما فيها من معجزات ونجوم دوارة أو ثابتة.. ما بينهما علم طبقات الجو أو الفضاء له زاوية أخرى ينظر من خلالها علماء. إن عالم الزراعة ينظر إلى النبات، وعالم الصناعة ينظر إلى المعادن، وعالم الأحياء ينظر إلى البشر والدواب والطيور والزواحف.. إن كل عالم من هؤلاء المتخصصين مر بالكون من جانب يعنيه ويكترث به. لكن الكون ليس مقسما بحسب نظرات هؤلاء العلماء. هم ينظرون إلى الكون الشامل كله، ثم يلتقط أحدهم الخيط الذى يعنيه ويبدأ السير معه.. يقبل من كل عالم من هؤلاء أن يقول : إنه من علماء الكون والحياة.. لكن إذا ظن أنه وحده المسئول أو المتخصص فى الكون والحياة، وأن علم الفلك يغنى عن علم الجيولوجيا، أو علم النبات يغني عن علم الحيوان، أو علم المعادن يغنى عن علم الطاقات والقوى، فإن هذا يكون خللا. ولم يحاول أحد أن يزعم ذلك، بل تعاون أولئك جميعا من علماء الكون والحياة على دراسة الكون والاستفادة منه.. وعلى هذا قامت النهضة الأخيرة. القصور عن إدراك محاور القرآن: القرآن أساس للحياة الأدبية فى التاريخ الإسلامى، لا شك أن آيات الأحكام كانت من وراء قيام علم الفقه التشريعى. لكن هل القرآن آيات أحكام فقط؟ أم أنه مجموعات أخرى من الآيات تكون كل مجموعة محورا خاصا يدور عليه القرآن الكريم؟ هناك محور القصص القرآنى، هناك محور الفطرة الإنسانية.. كان من الممكن جدا أن يقوم علم للفلسفة الإسلامية يستكشف الفطرة على نحو ما فعل صاحب كتاب "حى بن يقظان " وعلى نحو ما حاول أن يمشى وراءه الشيخ نديم الجسر فى كتابه: "قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن ".. وبلا شك، فإن ص _٠٨٧


الصفحة التالية
Icon