ولذلك وجدنا أن علم الاجتماع عندنا انكمش.. كتب فيه ابن خلدون كتابة جديدة، لكن من قبله ومن بعده؟.. آيات النظر فى الكون والحياة، وجدنا أعجب ما يقع للناس فيها وهم ص _٠٨٨
الحسن بن الهيثم والخوارزمى، وبعض الذين اشتغلوا بالكيمياء مثل جابر بن حيان وغيره، هؤلاء كان يمكن أن يتكون منهم مولود شرعى لآيات النظر فى الكون لو أن ما أسداه هؤلاء من خير للحياة العملية، وجد امتداده الطبيعى فى الإسلام أو فى الفلسفة القرآنية.. وإذا لم تلد آيات النظر فى الكون هذه الاتجاهات إلى دراسة المادة ودراسة الكون نفسه، فما الذى تلده؟ ومع هذا، فإن خمريات أبى نواس ومجونه، وجدت فى الثقافة الإسلامية متسعاً لم تجده أعمال الذين مضوا مثل جابر بن حيان والخوارزمى وغيرهما من المفكرين! علم النفس مثلا، كنا ندرسه ونحن طلاب فى كلية أصول الدين، لاحظت وعدد من زملائى أن هناك أشياء يمكن أن ندخل علم النفس فيها بالنسبة للثقافة القرآنية.. كنا ندرس نظرية ماكدوجل فى الغرائز، ونظرية الغرائز كما وضعها ماكدوجل، أهملها علماء نفس جاءوا بعده، وبنوا السلوك الإنسانى على قواعد أخرى غير التى بنى عليها.. أنا لا يعنينى ما صنعه الآخرون، وإنما يعنينى ما صنعناه نحن، ونحن ندرس هذه الغرائز.. الغريزة يكون فيها دائما وجدان أو انفعال وجدانى، والعاطفة تكون مفردة أو مزدوجة أو مركبة من عدة انفعالات.. فكنت أتحدث مع زملائى أن الخوف عنصر فى غريزة من الغرائز الإنسانية، هو عنصر بسيط، إذا انضم إليه غيره، أخذ صفة أخرى.. فمثلا: انفعال الخوف مع غريزة التعجب تنتج الإعجاب.. وبدأنا ندرس قرآنيات على هذا الأساس.. فلاحظنا أولا: أن عناصر الشعور الثلاثة: الإدراك، والوجدان، والنزوع وُجدّت فى قوله تعالى: (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا). وجدنا أن ما يشد العقل الباطن موجود فيما روته عائشة رضى الله عنها أنها قالت: قال لى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم


الصفحة التالية
Icon