ـ: " إنى لأعلم إذا كنت عنى راضية، وإذا كنت علىّ غضبى " قالت: فقلت: ومن أين تعرف ذلك؟ قال: "أما إذا كنت عنى راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم " قالت: قلت أجل.. والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك.. هذا نوع من معرفة العقل الباطن للمرأة أو للإنسان عامة. ص _٠٨٩
المهم، نحن فى دراستنا للقرآن كان فى الإمكان، قديما وحديثا، أن نكون كالذين درسوا الكون المادى : هناك علماء جيولوجيا فى الأرض، هناك علماء فلك فى السماء، علماء ظواهر جوية.. هناك علماء كثيرون، ما فرض أحدهم منطقه على الآخر، فليس لعالم الفلك أن يفرض على عالم الجيولوجيا منطقه فى الفهم وتقرير الأحكام.. لكن، عندنا، وجدنا أمة القرآن أصيبت بإصابات جسيمة عندما حاول الفقهاء وحدهم أن يفرضوا أنفسهم بفقه الفروع وتوسعاته على الثقافة الإسلامية كلها، فضمرت العلوم الإنسانية ضمورا شديدا، كما ضمرت العلوم الكونية، كما ضمرت أنواع أخرى من المعرفة.. والقرآن فيه هذا الشمول الذى يلد المعارف كلها التى نحتاج إليها. شمولية القرآن، كشمولية الكون.. فعندما أذهب إلى حديقة من الحدائق، يعنينى إذا كنت عالم نبات الزهور وما يتصل بها.. لكن الكون يعرض نفسه كلا، لا يتجزأ.. فما يعنينى آخذه، وما يعنى غيرى من علماء التغذية وغيرهم.... يجده فى الكون، لأن الكون مكتمل فى أصله الذى يعرض به على الناس.. وكذلك القرآن الكريم، فإننا نجد أن الآيات تقرأ، وكل مشغول بناحية من المعارف القرآنية يستطيع أن يأخذ ما يعنيه، كما قال الشاعر: ولكن تأخذ الأفهام منه على قدر القرائح والعقول شمولية القرآن أصيبت، إذ فرض عليها نوع معين من علوم الدين هو الفقه.. أما آيات النظر، فلم تأخذ امتدادها لتكون علما إنسانيا فى التاريخ وما يتصل به.. آيات كثيرة فى القرآن الكريم وفى محاوره التى تدرس، لم تأخذ امتدادها لتكون الثقافة الإسلامية الصحيحة.. وهذا ما ينبغى أن نستدركه