صفحة رقم ٢٠
ولما طلب اشرف طريق سأل أحسن رفيق فقال ) صراط الذين أنعمت عليهم ( ولما كانت النعمة قد تخص الدنيوية عينها واستعلذ من أولئك الذين شاهدهم في التيه سائرين وعن قصد عائرين جائرين أو حائرين فقال :( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ( وقد أشير في أم الكتاب. كما قال العلامة سعد الدين مسعود ابن عمرو التفتازاني الشافعي. إلى جميع النعم فغنها ترجع إلى إيجاد وإبقاء ثانياًفي دار الفناء والبقاء، أماالإيجاد الأول فبقوله ) الحمد لله رب العالمين ( فإن الإخراج من العدم إلى الوجود أعظم تربية، وأما الإبقاء الأول فبقوله :( الرحمن الرحيم ( أى االمنعم بجلائل النعم ودقائقها التى بها البقاء، وأما الإيجاد الثاني فبقوله :( مالك يوم الدين ( وهو ظاهر، واما البقاء الثاني فبقوله :( إياك نعبد ( إلى آخرها، فإن منافع ذلك تعود إلى الآخرة.
ثم جاء التصدير بالحمد بعد الفاتحة في أربع سور أشير في كل سورة منه إلى نعمة من النعم ترتيبها. انتهى. وسيأتي في كل أول من السور الأربع ما يتعلق بها من بقية كلامةه إن شاء الله تعالى، وهذا يرجع إلى أصل مدلول الحمد فإن مادته بكل ترتيب تدور على بلغوغ الغاية ويلزم منه الاتساع والإحاطه والاستدارة فيلزمها مطأطأة الراس وقد يلزم الغاية الرضا فيلزمه الشكر وسيبن وينزل على الجزئيات في سورة النحل إن شاء الله تعلى، ثم في أول سبأ تحقيق ما قاله الناس فيه وفي النسبة بينه وبين الشكر فقد بان سر الافتتاح من حيث تصديرها بالحمد جزئياًفكلياًالذي كل أمر ذي بال لا يبدأفيه فهو أجذم ؛ وتعقيبه بمدح المخمود بما ذكر من أسماء الحسنى مع اشتمالها على جملة امعاني القرآن من الحكم النظرية والأحكام العملية فهي أم القرآن لأنها له غنوان وهو كله لما تضمنته على قصرها بسط وتبيان قال الأستاذ أبو الحسن الحرالي في مفتاح الباب القفل لفهم القرآن المنزل في أخر الباب التاسع منه : ولننه هذه الأبواب بذكر القرآن ومحتواه على المتب وجمعه وقراءته وبيانه وتنزيله وإنزاله وحكيمه ومبينه وجيدة وكريمة وعظيمه ومرجعه إلى السبع المثاني والقرآن العظيم ومحتواها عليه، فنذكر جميع ذلك في الباب العاشر،


الصفحة التالية
Icon