صفحة رقم ٣٨
إشارة إلى أن الدلة الصلية في الوضوح بحيث لاتخفى على أحد ولا يخالفها إلامن ستر مرآة عقله إما هناداًوإما بغهمال النظر لاسديد والركون ألى نوع تقليد.
ولما كان من أعجب العجب كون شيء واحد يكون هدى لناس دون ناس علل ذلك بقوله :( ختم الله ( اي ) على قلوبهم ) أي ختماًمستعلياًعليها فهي لاتعي حق الوعي، لأن الختم على الشيء يمنع الدخول إليه والخروج منه، وأكد المعنى بإعادة الجار فقال :( وعلى سمعهم ( فهم لا يسمعنون حق السمع، وأفراده لأن التفاوت فيه نادر، قال الرالي : وشَركة في الختم مع القلب لأن أحداًلايسمع إلا ما عقل. انتهى.
) وعلى أبصارهم غشاوة ( فهم لا ينظرون باليامل.
ولما سوى هنا بين الإنذار وعدمه كانت البداءة بالقلوب أنسب تسوية لهم بالبهائم، ولما كان الغبي قد يسمع أو يبصر فيهتدي وكان إلى السمع أضر لعمومه وخصوص البصر باحوال الضياء نفي السمع ثم البصر تسفيلاًلهم عن حال الهائم، بخلاف ما في الجاثية فإنه لما أخبر فيها بالإضلا وكان الضال أحوج شيء إلى سماع الهادي نفاه، ولما كان الأصم " ذا كان افهم أو بصر أمكنت هدايته واكن الفهم أشرف نفاهما على ذلك الترتيب.
ولما وصفهم بذلك أخبر بمآلهم فقال :( ولهم عذاب عظيم ( قال الحرالي : وفي وقوله :( ولهم ( إعلام بقوة تداعي حالهم لذلك العذاب واستحقاقهم له وتنشؤ ذواتهم إليه حتى يشهد عيان المعرفة به أي العذاب وبهم أنه لهم وكان عذابهم عظيماًآخذاً في عموع ذواتهم لكونهم لم تلتبس أبدانهم ولا نفوسهم ولا أرواحهم بما يصد عنهم شيئناًمن عذابها كما يكون للمعاقبين من مذنبي مؤمني المم حيث يتنكب العذاب


الصفحة التالية
Icon