صفحة رقم ٣٩
عن وجوههم ومواضع وضوئهم ونحو ذلك. انتهى. وسيأتى عند قوله تعالى
٧٧ ( ) ومن الناس من يتخذ من دون لله أنداداً ( ) ٧
[ البقرة : ١٦٥ ] ما يلتفت إلى هنا.
قال الحرالي :( الكفر ) تغطية ما حقه الإظهار، و ( الإنذار ) الإعلام بما يحذر، و ( الختم ) إخفاء خبر الشيء بجمع أطرافه عليه على وجه يتحفظ به و ( القلب ) مبدأكيان الشيء من غيب قوامه، فيكون تغير كونه بحسب تقلب قلبه في الانتهاء ويكون تطوره وتكامله بحسب تقلبه يتصرف سائره وبوضعه للتقلب والتقليب سمي قلباً، وللطيف معناه في ذلك كان أكثر قسمة ( ﷺ ) بقلب القلوب، ( والغشاوة ) غطاء مجلل لا يبدو معه من المغطى شيء و ( العذاب ) إيلام لا إجهاز فيه، و ( العظم ) ىلآخذ في الجهات كلها انتهى.
وفي تعقيب ذكر المؤمنين بذكر المختوم على مداركهم المختوم بمهالكهم تعظيم للنعمة على من استجاب له. إذقال ( اهدنا ) فهداه، وإعلام بأن الهدى ليس إلا بيده ليلحَلوفي الطلب ويبرؤوا حول أو قوة.
ولما افتتح سبحانه بالذين واطأت قلوبهم ألسنتهم في الإيمان وثنى بالمجاهرين من الكافرين الذين طابق غعلامهم إسرارهم في الكفران اتبعه ذكر المساترين الذين خالفت السنتهم قلوبهم في الغدغان وهم المنافقون، وأمرهم أشد لإشكال أحوالهم والتباس أقوالهم وافعالهم، فأضر الأعداء من يريك الصداقة فيأخذك من المأمن ؛ وما ينسب إلى الإمام أبي سليمان الخطابي في المعبى :
تحّرّز من الجهال جهدك أنهم وإن أظهروا فيك المودة أعداء وإناكن فيهم من يسرك فعله فكل لذيذ الطعم أوجله داء
فقبح ثنى سبحانه بإظهار أسرارهم وهتك أستارهم في سياق شامل لقسميهم، فقبحأمورهم ووهَى مقاصدهم وضرب لهم الأمثال بعض البسط المقال فقال تعالى :( ومن الناس من يقول ) أي لما أرسلنا رسولنا انقسم الناس إلى قسمين : مؤمن وكافر وانقسم الكافر قسمين : فمنهم من جاهر وقال : لا نؤمن أبداً، ومنهم من يقول، ولعله أظهر ولم يضمر لا نفرادهم عن المجاهرين ببعض الأحكام، أو لأنه سبحانه لما.