صفحة رقم ٥٥٤
عشرة رجال، وما شبع من خبز بر ثلاثاً تباعاً عاجلاً حتى لقي الله ؛ وكذلك المؤمن لا راحة له دون لقاء ربه ولا سجن عليه بعد خروجه من دنياه، ) الحمى حظ كل مؤمن من النار ( انتهى.
ولما أخبر عن الرأس أخبر عمن يليه فقال :( والمؤمنون ( معبراً بالوصف الدال على الرسوخ أي آمنوا بما ظهر لهم من المعجزة التي أثبتت أنه كلام الله سبحانه وتعالى بما دلت على أن الآتي به رسول الله ( ﷺ ).
ولما أجمل فصل فقال مبتدئاً :( كل ) أي منهم.
قال الحرالي : فجمعهم في كلية كأن قلوبهم قلب واحد لم يختلفوا، لأن القبول واحد والرد يقع مختلفاً - انتهى.
ثم أخبر عن ذلك المبتدأ بقوله :( آمن بالله ) أي لما يستحقه من ذلك لذاته لما له من الإحاطة بالكمال ) وملائكته ( الذين منهم النازلون بالكتب، لأن الإيمان بالمنزل يستلزم ذلك ) وكتبه ) أي كلها ) ورسله ( كلهم، من البشر كانوا أو من الملائكة، فإن فيما أنزل إليه ( ﷺ ) الإخبار بذلك.
قال الحرالي : انقياداً لامتثال من البشر.
ولما كان في الناس من يؤمن ببعض الأنبياء ويكفر ببعض قال مؤكداً لما أفهمته صيغة الجمع المضاف من الاستغراق أي قالوا :( لا نفرق ( كما فعل أهل الكتاب وعبر بما يشمل الاثنين فما فوقهما فقال :( بين أحد ) أي واحد وغيره ) من رسله ) أي لا نجعل أحداً منهم على صفة الفرقة البليغة من صاحبه في ذلك بل نؤمن بكل واحد منهم، والذي دل على تقدير ( قالوا ) دون غيره أنه لما أكمل قولهم في القوة النظرية الكفيلة باعتقاد المبدأ أتبعه قولهم في القوة العملية الكائنة في الوسط عطفاً عليها :( وقالوا سمعنا ) أي بآذان عقولنا كل ما يمكن أن يسمع عنك وعلمناه وأذعنا له ) وأطعنا ) أي لكل ما فيه من أمرك.
قال الحرالي : فشاركوا أهل الكتاب في طليعة الإباء وخالفوهم في معاجلة التوبة والإقرار بالسمع والطاعة فكان لهؤلاء ما للتائب وعلى أولئك ما على المصر - انتهى.