صفحة رقم ١٥١
على كفرهم فيديم عذابهم مع عافيتهم منهم ؛ ورأيت في سير الإمام محمد بن عمر الواقدي ما يدل على تعليقه بجعل من قوله :( وما جعله الله إلا بشرى ( أو بقوله :( ولتطمئن ( وهو حسن أيضاً.
آل عمران :( ١٢٨ - ١٣٠ ) ليس لك من.....
) لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ وَللَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ يَآأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( ( )
ولما كان ( ﷺ ) حريصاً على طلب الإالة عليهم ليمثل بهم كما مثلوا بعمه حمزة وعدة من أصحابه رضي الله عنهم قال تعالى :( ليس لك من الأمر ) أي فيهم ولا غيرهم ) شيء ( موسطاً له بين المتعاطفات، يعني من الإدالة عليهم بقتل أو هزيمة تدرك بهما ما تريد، بل الأمر له كله، إن أراد فعل بهم ما تريد، وإن أراد منعك منه بالتوبة عليهم أو إماتتهم على الكفر حتق الأنف فيتولى هو عذابهم، وذلك معنى قوله :( أو يتوب عليهم ) أي كلهم بما يكشف عن قلوبهم من حجاب الغفلة فيرجعوا عما هم عليه من الظلم ) أو يعذبهم ( كلهم بأيديكم بأن تستأصلوهم فلا يفلت منهم أحد، أو يعذبهم النصر عليكم وغيره مما هو لهم في صورة النعم الموجب لزيادة عقابهم.
ثم علل الأقسام الأربعة بقوله :( فإنهم ظالمون ( وفي لامغازي من صحيح البخاري معلقاً عن حنظلة بن أبي سفيان قال : سمعن سالم بن عبد الله قال :( كان رسول الله ( ﷺ ) يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت ) ليس لك من الأمر شيء ( - إلى قوله :( ظالمون ( ) ورواه موصولاً في المغازي والتفسير والاعتصام عن سالم عن أبيه بغير هذا اللفظ، وفيه ( اللهم العن فلاناً وفلاناً ) ولما كان التقدير : بل الأمر له سبحانه وحده عطف عليه قوله - مبنياً لقدرته على ما قدم من فعله بهم على وجه أعم - :( والله ) أي الملك الأعظم وحده ) ما في السموات ) أي كلها على عظمها من عاقل وغيره، وعبر ب ( ما ) لأن غير العاقل أكثر وهي به أجدر ) وما في الأرض ( كذلك مِلكاً ومُلكاً فهو يفعل في مِلكه ومُلكه ما يشاء، وفي التعبير ب ( ما ) أيضاً إشارة إلى أن الكفرة الذين السياق لهم في عداد ما لا يعقل.