صفحة رقم ٢٧٥
الآيات ما مثله آمن عليه البشر ) أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ولما كان التقدير : فلو أطاعوك لكان خيراً لهم، عطف عليه قوله :( ولو أنهم إذ ) أي حين ) ظلموا أنفسهم ) أي بالتحاكم إلى الطاغوت أو غيره ) جاءوك ) أي مبادرين ) فاستغفروا الله ) أي عقبوا مجيئهم بطلب المغفرة من الملك الأكرم لما استحضروه له من الجلال ) واستغفر لهم الرسول ) أي ما فرطوا بعصيانه فيما استحقه عليهم الطاعة ) لوجدوا الله ) أي الملك الأعظم ) تواباً رحيماً ) أي بليغ التوبة على عبيده والرحمة، لإحاطته بجميع صفات الكمال، فقبل توتبهم ومحا ذنوبهم وأكرمهم.
ولما أفهم ذلك أن إباءهم لقبول حكمه والاعتراف بالذنب لديه سبب مانع لهم من الإيمان، قال - مؤكداً للكلام غاية التأكيد بالقسم المؤكد لإثبات مضمونه و ( لا ) النافية لنقيضه :( فلا وربك ) أي المحسن إليك ) لا يؤمنون ) أي يوجدون هذا الوصف بأداة التراخي فقال :( ثم لا يجدوا في نفسهم حرجاً ) أي نوعاً من الضيق ) مما قضيت ) أي عليهم به، وأكد إسلامهم لأنفسهم بصيغة التفعيل فقال :( ويسلموا ) أي يوقعوا لتسليم البليغ لكل ما هو لهم من أنفسهم وغيرها لله ورسوله ( ﷺ ) خالصاً عن شوب كره ؛ ثم زاده تأكيداً بقوله :( تسليماً ( وفي الصحيح أن الآية نزلت في الزبير وخصم له من الأنصار، فلا التفات إلى من قال : إنه حاطب رضي الله عنه.
ولما كان التقدير : فقد كتبنا عليهم طاعتك والتسيم لك في هذه الحنيفية السمحة التي دعوتهم إليها وحملتهم عليها، عطف عليه قوله :( ولو أنا كتبنا عليهم ) أي هذا المخاصم للزبير رضي الله عنه وأشباه هذا المخاصم ممن ضعف إيمانه كتابة مفروضة ) إن اقتلوا أنفسكم ) أي كما كان ي التوراة ي كفارة بعض الذنوب مباشرة حقيقة، وكما فعل المهاجرون بتعريض أنفسهم لذلك ثلاث عشرة سنة، هم فيها عند أعداء الله مضغة لحم بين يدي نسور يتخاطفونها ) أو اخرجوا ( كما فعل المهاجرون - رضي الله عنهم - الذين الزبير من رؤوسهم ) من دياركم ) أي التي هي لأشباحكم كأشباحكم لأرواحكم - توبة لربكم ) ما فعلوه ) أي لقصور إيمانهم وضعف إيقانهم، ولو كتبناه عليهم ولم يرضوا به كفروا، فاستحقوا القتل