صفحة رقم ٣٠١
) لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله ( فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها عليّ فقال : يا رسول الله والله لو استطيع الجهاد لجاهدت - وكان أعمى ؛ فأنزل الله ع وجل على رسوله وفخذه على فخذي فثقلت عليّ حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سرى عنه فأنزل الله ) غير أولي الضرر ( ) وأخرجه في فضائل القرآن عن البراء رضي الله تعالى عنه قال :( لما نزلت ) لا يستوي القاعدون ( - الآية، قال النبي ( ﷺ ) : ادع لي زيداً وليجىء باللوح والدواة والكتف ؛ ثم قال : اكتب - فذكره ) وحديث زيد أخرجه أيضاً أبو داود والترمذي ولانسائي، وفي رواية أبي داود : قال :( كنت إلى جنب رسول الله ( ﷺ ) فغشيته السكينة فوقعت فخذ رسول الله ( ﷺ ) على فخذي، فما وجدت شيئاً أثقل من فخذ رسول الله ( ﷺ )، ثم سرى عنه فقال لي : اكتب، فكتبت في كتلف ) لا يستوي القاعدون ( إلأى آخرها ؛ فقام ابن أم مكتوم - وكان رجلاً أعمى - لما سمع فضيلة المجاهدين فقال : يا رسول الله ( ﷺ ) فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين ؟ فلما قضى كلامه غشيت رسول الله ( ﷺ ) السكينة، فوقعت فخذه على فخذي، ووجدت من ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولى، فسرى عن رسول الله ( ﷺ ) فقال : اقرأ يا زيد فقرأت ) لا يستوي القاعدون من المؤمنين ( فقال رسول الله ( ﷺ ) ) غير أولي الضرر ( - الآية كلها، قال زيد : أنزلها الله وحدها فألحقتها والذي نفسي بيده لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع في كتف ) ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو يعلى الموصلي وفيه :( إن النبي ( ﷺ ) كان إذا نزل عليه دام بصره مفتوحة عيناه، وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله عز وجل ).
ولما ذكر القاعد أتبعه قسيمه المجاهد بقوله :( والمجاهدون في سبيل الله ) أي دين الملك الأعظم الذي من سلكه وصل إلى رحمته ) بأموالهم وأنفسهم ( ولما كان نفي المساوواة سبباً لترقب كل من الحزبين الأفضليبة، لأن لاقاعد وإن فاته الجهاد فقد تخلف الغازي في أهله، إذ يحيي الدين بالاشتغال بالعلم ونحوه ؛ قال متسأنفاً :( فضل


الصفحة التالية
Icon