صفحة رقم ٢٠٤
عمران : ٣١ ] وإن لم يتضح له مجمل منهما تأسى بها على إبهام بغنيه علمه وتعلموا به نيته، وما كان مختصاً به فلا بد من إظهار أمر اختصاصه بخطاب من الله سبحانه أو منه عليه السلام كما قال تعالى ) ) خالصة لك من دون المؤمنين ( ) [ الأحزاب : ٥٠ ] - انتهى.
الأنفال :( ٢٥ - ٢٧ ) واتقوا فتنة لا.....
) وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( ( )
ولما كان لمجيب ربما قال : ليس عليّ إلا الإجابة في خاصة نفسي، وليس عليّ تعلايض نفسي اللأذى بالأحد على يد غيري، نَّبه سبحانه على أن ذلك منابذة للدين واجتثاث له من أصله، لأن ترك العاصي على عصيانه كترك الكافر على كفرانه، وذلك موجب لعموم البلاء، ومزيد القضاء فقال تعالى :( ةاتقوا فتنة ) أي بلاء مميلاً محيلاً إن لا تتقوه يعمكم، هكذا كان الأصل، لكن لما كاننهي الفتنة على إصابتهم أروع من سوق ذلك مساق الشرط ومن نهيهم عن التعريض لها لما فيه من تصوير حضورها وفهمها للنهي اتى به، ولما كان نهيها عن تخصيص الظالم أشد روعة لإفهامه، أمرها يأن تعم ؛ قال مجيباً للأمر :( لا تصيبن ( ولحقه نون التأكيد لأن فيه معنى النهي ) الذين ظلموا ( اي فعلوا بموافقة المعصية ما لا يفعله إلا من لا نور له ) منكم ( أيها المأمورن بالتقوى ) خاصة ( اي بل تعمكم، فهو نهي للفتنة والمراد نهي مباشرتها، أي لا يفعل أحد منكم الذنب يصبكم أثره عموماً أو لا يباشر أسباب العذاب بعضكم والبعض الاخر مقر له يعمكم الله به، وذلك مثل : لا أرينك هاهنا، والمعنى فكن هاهنا فأراك فالتقدير : واجعلوا بينكم وبين البلاء العام وقاية بإصلاح ذات بينكم واجتماع كلنتكم على أمر الله ورد من خالف إلى أمر الله ولا تختلفواكما اختلفتم في أمر الغنيمة فتفشلوا فيسلط عليكم عذاب عام من أعدائكم أو غيرهم، فإن كان الطائع منكم أقوى من العاصي أو ليس أضعف منه فلم يرده فقد اشترك الكل في الظلم، ذلك بفعله وهذا برضاه، فيكون العذاب عذاب انتقام للجميع ؛ روى أصحاب السنن الأربعة وحسنه الترميذي عن أبي الصديق رضي الله عنه أنه قال في خطبة خطبها : أيها الناس إنكم تقرؤن هذه الآية وتأولونها على خلاف تأويلها ) ) يأيها الذين آمنوا عليكم أنفسهم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم ( ) [ المائدة : ١٠٥ ] إني سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول :( ما من قوم عملوا بالمعاصي وفيهم من يقدر أن ينكر عليهم فلم يفعل إلا يوشك أن يعمهم الله