صفحة رقم ٢٠٥
بعذاب من عنده ) وللترمذي وحسنه عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( والذي نفسي بيد لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم ) وللأمام أحمد عنه رضي الله عنه أنه قال : لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتخاضن على الخير أو ليسحتنكم الله جميعاً بعذاب أو ليؤمرن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لكم.
وهو في حكم المرفوع لأنه لا يقال من قبل الرأي، فإن كان الطائع أضعف من العاصينزل على ما روى أبو داود والترمذي - وحسنه - وابن ماجه عن أبي ثعلبه الخشني رضي الله عنه أنه قيل له :( كيف تقول في هذه الآية
٧٧ ( ) عليكم أنفسكم ( ) ٧
[ المائدة : ١٠٥ ] فقال : أما والله لقد سألت عنها رسول الله ( ﷺ ) فقال :( بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ودينا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع عنك أمر العوام، فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خميسين رجلاً يعملون مثل عمله، ( قال : يارسول الله أجر خمسين رجلاً منهم ؟ قال :( أجر خمسين منكم ( والأحاديث في مثله كثيرة، وحينئذ يكون العذاب للعاصي نقمة وللطائع رحمة ويبعثون على نياتهم ولما حذرهم سبحانه عموم البلاء، أتبعه الإعلام بأنهه قادر مربوب ليلزموا سبيل الاستقامه فقال :( واعلموا أن الله ) أي الذي له الإحاطة بصفات العظمة ) شديد العقاب ( ولما كان من أشد العقاب الإذال، حذروهموه بالتذكير بما كانوا فيه من الذل، لأنه أبعث على الشكر وأزجر عن الكفر فقال :( واذكروا ( وذكر المفعول به فقال :( إذ أنتم ) أي في أوائل الإسلام ) قليل ) أي عددكم