صفحة رقم ٢٥٠
ما أشرف ثبير حراء وما بل بحر صوفة، لا يزداد فيما بينهما وبينكم إلا تجدداً أبداً ابداً، الدهر سرمداً ) فقرأة عليه أبّي بن كعب رضي الله عنه فقال :( ما أعرفني بحلفكم وأنتم على ما اسلمتم عليه من الحلف، وكل حلف كان في الجاهلية فلا يزيده الإسلام إلا شدة ولا حلف في الإسلام ) ؛ قال الواقدي :( وجاءته أسلم هو بغدير الأشطاط ) جاء بهم بريده بن الحصيب فقال : يارسول الله هذه أسلم وهذه محالّها وقد هاجر إليك من هاجر منها وبقي قوم منهم في مواشيهم ومعاشهم، فقال النبي صلى اله عليه وسلم :( أنتم مهاجرون حيث كنتم ) ودعاء العلاء بن الحضرمي فأمره أن يكتب لهم كتاباً فكتب ( هذا كتاب من محمد رسول الله ( ﷺ ) لأسلم آمن منهم بالله وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فإنه آمنبامان الله، وله ذمة الله وذمة رسوله، وإن أمرنا وأمركم واحد على من دهمنا من الناس بظلم، اليد واحدة والنصر واحد، ولأهل باديتهم مثل ما لأهل قرارهم وهم مهاجرون حيث كانوا ) زكتب العلاء بن الحضرمي فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : يا رسول الله نعم الرجل بريدة بن الحصيب لقومه عظيم البركه أسلم، فقال رسول الله ( ﷺ ) :( نعم الرجل بريده لقومه وغير قومه يا أبا بكر إن خير القوم من كان مدافعاً عن قومه ما لم يأثم، فإنة الإثم لا خير فيه ) انتهى. وأسلم معه منقومه من ألابعة شعوب من خزاعة.
ولما فتحت مكة، انقطعت الهجرة لظهور الدين وضعف المشركين، وقام مقام الهجرة النية الخالصة المدلول عليها بالجهاد كما قال ( ﷺ ) ( لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ) وقال ( ﷺ ) :( المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) فإن كان المؤمن لا يتمكن من إظهار دينه وجبت عليه النقلة.
ولما بين سبحانه تعالى امر من جمع الشروط، شرع يبين حكم من قعد عن بعضها وهو القسم الثالث فقال ؛ ) والذين آمنوا ) أي اشتهر إيمانهم ) ولم يهاجروا ) أي قبل الفتح بل استمروا في بلادهم ) ما لكم من ولايتهم ( واغرق في النفي فقال :( من شيء ) أي في التوراث ولا في غيره ؛ ورغبهم في الهجرة بقوله :( حتى يهاجرون ( أي