صفحة رقم ٢٨٠
الإيمان، أسلفوا إليهم مساوئ أوجبت ضغائن وإحناً كخزاعة وغيرهم ممن أعانوا عليه أو اساؤوا إليه.
التوبة :( ١٥ - ١٨ ) ويذهب غيظ قلوبهم.....
) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ ( ( )
ولما كان الشفاء قد لا يراد به الكمال، أتبعه تحقيقا لكماله قوله ) ويذهب غيظ قلوبهم ) أي يثبت بها من اللذة ضد ما لقوه منهم من المكروه، وينف يعنها من الألم بفعل من يريد سبحانه من أعدائهم وذل الباقين م كان قد برح بها، ولقد وفى سبحانه بما وعد به، فكانت الآية من ظواهر الدلائل.
ولما كان التقدير : قاتلوهم فإنكم إن قاتلتموهم كان كذا، عطف سبحانه على أصل هذه الجملة قوله :( ويتوب عليهم ) أي الملك الذي له صفات الكمال ) على من يشاء ( أب منهم فيصيروا إخوانا لكم أولياء، والمعنى قاتلوهم يكن القتال سببا لهذه الخمسة الأشياء، وأما التوية فتارة تسبب عنه وتارة عن غيره، ولأجل احتما لتسببها عنه قرئ شاذا بالنصب على أن الواو للصرف، ولما كان ما تضمنه هذا الوعد الصادق يدور على القدرة والعلم وكان - العلم يستلزم القدرة، فكان التقدير فالله على كل شيء قدير، عطف عليه قوله ) والله ) أي الذي له الإحاطة بكل شيء علما وقدرة ) عليم ) أي بكل شيء وبمن يصلح للتوبة ومن لا يصلح وما في قلوبكم من الإقدام والإحجام لو برز إلى الخارج كيف كان يكون ) حكيم ) أي أحكم جميع أموره، ولم يعلق الأحكاك الشرعية من أفعالكم الكسبية إلا بما تعلق العلم به في حال ظهوره.
ولما كاتن التقدير - لما أرشد إليه تقاعدهم عن القتال وإدخال " أم " المرشد " إلى ا، مدخوله وسط الكلام فإن الابتداء له الألف وحدها : وهل حسبتم أنه تعالى لا يعلم ذلك أو لا يقدر على نصركم ؟ بنى عليه قوله موبخا لمن تثاقل عن ذلك بنوع تثاقل :( أم حسبتم ) أي لنقص في العقل أنه يبني الأمر فيه على غير الحكمة، وذلك هو المراد بقوله :( أن تتركوا ) أي قارين غلى ما أنتم عليه من غير أن تبتلوةا بما يظهر به المؤمن من المنافق ) ولما ( عبر بها لدلالتها. مع استغراق الزمان الماضي - على أن يتبين ما