صفحة رقم ٣٣٩
شيء كان عدي باللام وأشير - بقصر الفعل وهو معتد - إلى مبالغة في التصديق بحيث كأنه لا تصديق غيره.
ولما بين سبحانه أن تصديقه ظاهراً وباطناً إنما هوللراسخين في الإيمان، بين ان تصديقه لغيرهم إنما هو الظاهر فقال :( ورحمة ) أي هو رحمته ) للذين آمنوا ) أي اظهروا الإيمان بألسنتهم ) منكم ( فهو - والله أعلم - إشارة إلى المنافقين ومن في حكمهم ممن جزم لسانه وقلبه مزلزل، أي أن إظهار تصديقهم قبولاً لما ظهر منهم وستر قبائح اسرارهم سبب للكف عن دمائهم، وإظهار تصديقهم قبولاً لما ظهر منهم وستر قبائح أسرارهم سبب للكف عن دمائهم، وإظهار المؤمنين لمقتهم ربما كان ذلك سبباً لصدق إيمانهك بما يرون من محاسن الإيمان بتمادي الزمان، ولا تستبعد كون التعبير بالماضي إشارة إلى المنافقين لا سيما بعد التعبير باسم الفاعل، فقد قال الإمام أبو الحسن احرالي في كتابه المفتاح ما نصه : الباب الرابع في رتب البيان عن تطور الإنسان بترقيه في درج الإيمان وترديه في درك الكفران : اعلم أن الله محيط بكل شيء خلقاً وأمراً اولاً وآخراً ظاهراً وباطناً وهو حمده، وله علو في ظهور أمره وكبير خلقه، واحتجاب في مقابل ذلك من خلقه وأمره بما أبداه من حكمته وأسباب هداه وفتنته، وذلك العلو هو إلهيته، والاحتجاب هو ملكه، وبينهما إقامة كل خلق لما خلق له تأييد كل أمر من الأكرين لما أقيم له، وذلك هو ربانيته ولكل أقرب في مدد الحجاب اختصاص وذلك هي نقمة، ولكل من تنزلاته العلية ظاهراً وباطناً أمر خاص، ولكل امر خلق، يرد بيان القرآن بناء على جملة ذلك، فاردأ الأحوال لهذا المشستخلف المحل الذي سمي فيه بالإنسان، وهو حيث أنس بنفسه وغيره ونسي عهد ربه، فيرد لذلك بناؤه بالذم في القرآن
٧٧ ( ) قتل الإنسان ما أكفره ( ) ٧
[ عبس : ١٧ ]
٧٧ ( ) إت الأنسان لربه لكنود ( ) ٧
[ العاديات : ٦ ] ثم المحل الذي تداركه فيه تنبه لسماع الزجر من ربه، وهو له بمنزلة سن الميّز لابن سبع، ولا يقع غلا عن اجتماع وتراء، وذلك هو السن المسمون فيه بالناس لنوسهم، أي ترددهم بين سماع الزجر من ربهم وغلبة أهوائهم عليهم، فيرد لذلك بناؤهم بذم اكثرهم في القرآن
٧٧ ( ) ولكن أكثر الناس لا يعلمون - ولا يشكرون ( ) ٧
[ الأعراف : ١٨٧ ] ثم المحل الذي يتحقق لهم قبول وسماع وإيمان لغائب الأمر والخلق، لكنهم يتزلزلون عنه كثيراً عند كل عارضة نيل خادعةرفعة، وهو لهم بمنزلة سن المحتلم الذي قد ذاق طعم بدو النطفة من باطنه