صفحة رقم ٣٧٢
وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَجَآءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ للَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) ٧٣
( ) ٧١
ولما افتتحت قصتهم بأن المتقين لا يتوقفون في الانتداب إلى الجهاد على أمر جديد ولا استئذان، بل يكتفون بما سبق من عموم الحث عليه والندب إليه فيبادروا إليه الطرف ولا يحاذرون الحتف، وأن من المنافقين من يستأذن في الجهاد جاعلاً استئذانه فيه باباً للاستئذان في التخلف عنه، ومنهم من يصرح بالاستئذان في العقود ابتداء من غير تستر، وعقب ذلك بالنهي عن الإعجاب باموالهم وأولادهم ثم مر في ذكر اقسامهم وما لزمهم من فضائحهم وآثامهم، إلى أن ختم القصة بأن أموالهم إنما هي لفتنتهم لا لرحمتهم، ولمحنتهم لا لمنحتهم، أتبع ذلك بدليله من انهم لا يتوصلون بها إلى جهاد، ولا يتوسلون إلى دار المعاد، فقال عاطفاً على ما أفهمه السياق من نحو ان يقال لأنهم لا يفعلون بها خيراً ولا يكسبون اجراً، أو بانياً حالاً من الكاف في ( تعجبك ) :( وإذا أنزلت سورة ) أي وقع إنزال قطعة من القرآن.
ولما كان الإنزال يدل على النزل حتماً، فسره بقوله :( ان ىمنوا بالله ( اي الذي له الكمال كله ) وجاهدوا ( اي أوقعوا الجهاد ) مع رسوله استأذنك ( اي في التخلف من لاعذر له وهم ) أولوا الطول ) أي اهل الفضل من الأموال والسعة والثروة في غالب الأحوال ) منهم ( وخصهم بالذكر لأن الذم لهم ألزم ولا سيما بعد سماع القرآن، ويجوز أن يكون معطوفاً على خبر ) أن ( في قوله ) ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله ( هذا مع ما تضمن اشتئذانهم من رذائل الأخلاق ودنايا الهممم المحكي بقوله :( وقالوا ذرنا ( اي اتركنا ولو على حالة سيئة ) نكن ) أي بما يوافق جبلاتنا ) مع القاعدين ) أي بالعذر المتضمن - لاسيما مع التعبير بذرنا الذي مادته تدور على ما يكره دون ( دعنا ) - لما استأنف به أو بين من قوله ) رضوا بأن يكونا ( اي كوناً كأنه جبلة لهم ) مع الخوالف ( اي النساء ) وطبع ) أي وقع الطبع المانع ) على قلوبهم ) أي حتى رضوا


الصفحة التالية
Icon