صفحة رقم ٤٢٨
٧١ (
٧٢ ( س ١٠
١٨
٢٠
) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ للَّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ( )
ولما بين شرارتهم بعبادة غير الله وختم بتنزيهه وكماله، بين أن هذا الدين الباطل حادث / وبين نزاهته وكماله ببيان أن الناس كانوا أولا مجتمعين على طاعنه ثم خالفوا أمره فلم يقطع إحسانه إليهم با استمر في إمهالهم مع تماديهم في سوء أعمالهم ما سبق في علمه ومضى به قضاءه فقال تعالى :( وما كان الناس ) أي كلهم مع مالهم من الإضطراب لآإلا أمة ( ولما أفهم ذلك وحدتهم غب القصد حققه وأكده فقال :( واحدة ) أي حنفاء متفقين عل ىطاعة الله ) فاختلفوا ( في ذلك على عهد نوح عليه السلام - كما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما - عقب وحدتهم بسبب ما لهم من النوس فاستحق كافرهم تنجيز العقاب ) ولولا كلمة ) أي عظيمة ) سبقت ) أي في الأزل ) من ربك ) أي المحسن إليك برحمة أمتك بإمهالهم، وبين التأكيد بما دل على القسم لأجل إنكارهم أن يكون تأخيرهم لأجل ذلك فقال :( لقضى بينهم ) أي عاجلا بأيسر أمر ) فيما ( ولما لم يبين الكلام على الاتخاذ الذي محط أمره معالجة بالباطن، لم يذكر الضمير بخلاف الرمز فقال ) فيه ) أي لا غيره بأن يعجل جزاءهم :( يختلفون ( وأشار ذلك إلى أن هذا الأمر الذي دعوا إليه ليس أمرا طارئا حادثا فيكون بحيث يتوقف فيه للنظر في عواقبه والتأمل في مصادره وموارده، بل هو مع ظهور دلائلة واستقامة مناهجة وصحة مذاهبه وإلقاء الفطر أزمة الانقياد إليه - أصل ما كان العباد عليه، وما هم فيه الآن هو الطارئ الحادث مع ظهور فساده ووضوح سقمه، وهو ناظر إلأى قوله تعالى ) أكان للناس عجبا ( لأن قوله ) قال الكافرون إن هذا لسحر مبين ( دال على أنهم قسمان : كافر ومؤمن، والأمة : الجماعة على معنى واحد في خلق واحد كأنها تؤم - أي تقصد - شيئا واحدا لما أتتهم البنات قالوا : ائت بقرآن غير هذا، كافرين بمنزلها عابدين من دونه ما لا يرضى عاقل بتسويته بنفسه فكيف بعبادته قائلين بفرط عنادهم وتماديهم في التمرد ) لولا ) أي هلا ولم لا ) أنزل ( أ ] بأي وجه كان ) عليه آية ) أي واحدة كائنة وآتية ) من ربه ) أي المحسن إليع غير ما جاء به وذلك إما لطلبهم آية ملجئة لهم إلأى الإيمان أو لكونهم لم يعدوا ما أنزل عليه عداد الآيات فضلا عن كونها بينات بالقرآن


الصفحة التالية
Icon