صفحة رقم ٤٤٠
) والذين ( غعلوا فعلهم لأنهم ) فسقوا ) أي أوقعوا الترك لأمر الله وأوجدوا عصيانه وفعلوا الخروج عن طريق الحق والخروج عن دائرة الصلاح، وهو كونهم امة واحدة غلى دين ابيهم ىدم صِفيُ الله عليه السلام ؛ ثم علل ذلك الحقوق بقوله :( أنهم لا يؤمنون ) أي لا يتجدد منهم إيمان أصلاً، وعبر بالفسق مراد به اكفر لأن السياق للخروج عن دائرة الدين الحق في قوله ) وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ( وهذا المعنى احق بالتعبير لفس الذي أصله الخوج عن محيط في قولهم : فسقت الرطبة عن قشرها - أي خرجت، أو يكون المعنى : حقت الربوبية له سبحانه بهذا الليل، وهو فعل هذه الأمور المختتمة بالتدبير المقتضي للوحدانية له سبحانه قطعاً لأنه لو كان قادر يساويه في مقدوره لأمكن أن يمانعه، وبطل أن يكون قادراً، وحق أن من زاغ عن الحق كان في الضلال كما حق هذا ) كذلك حقت ) أي ثبتت ثباتاً عظيماً ) كلمت ربك على ( كل ) الذين ( قضى بفسقهم منهم.
) أنهم لا يؤمنون ( تفسير لكلمته التي حقت ؛ والرزق : جعل العطاء الجاري.
يونس :( ٣٤ - ٣٦ ) قل هل من.....
) قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ( ( )
ولما علم أنهم معترفون بأمر الهداية وما يتبعها من الرزق والتدبير أعاد سبحانه السؤال عنها مقرونة بالإعادة تنبيهاً لهم على ما يتعارفون من أن الإعادة أهون، فإنكارها مع ذلك إما جمود أو عناد، وإنكار المسلمات كلها هكذا، وسوقه على الطريق الاستفهام ابلغ وأوقع في القلب فقال :( قل ) أي على سبيل الإنكار عليهم والتوبيخ لهم ) هل من شركائكم ) أي الذين زعمتموهم شركاء لي وأشركتموهم في أموالكم من أنعامكم وزروعكم ) من يبدؤا الخلق ( كما بدأته ليصح لهم ماادعيتم من الشركة ) ثم يعيده (.
ولما كان الجواب قطعاً من غير توقف.
ليس فيهم من يفعل شيئاً من ذلك، وكان لجاجهم في إنكار الإعادة وعنادهم لا يدعهم انة يجيبوا بالحق، أمره بجوابهم بقوله :( قل الله ( اي الذي له الأمركله ) يبدؤا الخلق ) أي مهما أراد ) ثم يعيده ( وأتى هنا بجزئي الاستفهام وكذا ما يأتي في السؤال عن الهداية تأكيداً للأمر بخلاف ما اعترفوا به، فإنه اكتفى فيه بأحد الجزأين في قوله ) فسيقولون الله ( ولم يقل : يرزقنا - إلى آخره ؛ ثم زاد في تبكيتهم على عدم الإذعان لذلك بالتعجب منهم في قوله :( فأنى تؤفكون (


الصفحة التالية
Icon