صفحة رقم ٥٣١
قال أبو حيان : وكانت السفينة ثلاث طبقات : السفلى للوحوش، والوسطى للطعام والشراب، والعليا له ولمن آمن معه ؛ ثم سلى المخاطب بهذه القصص ( ﷺ ) وذكره نعمته بكثرة من اتبعه مع صدعهم بمؤلم الإنذار على قصر الزمان دون نوح عليهم السلام مع تطاول الزمن فقال :( وما ) أي والحال أنه ما ) آمن ( كائناً ) معه ) أي بإنذاره ) إلا قليل ( بسبب تقديرنا لا باغضائهم بما كوفحوا به من الإنذار ؛ والتنور - قال أبو حيان : وزنه فعول عند أبي علي وهو أعجمي، وقال ثعلب : وزنه تفعول من النور، وأصله تنوور، همزت الواو ثم خففت وشدد الحرف الذي قبلهان والزوج قد كثر على الرجل الذي له امرأة ؛ قال الرماني : وقال الحسن في ) ) ومن كل شيء خلقنا زوجين ( ) [ الذاريات : ٤٩ ] : السماء زوج والأرض زوج، والشتاء زوج، والصيف زوج، والليل زوج، والنهار زوج، حتى يصير الأمر إلى الله الفرد الذي لا يشبهه شيء، ومعنى ذلك في صحيح البخاري وأقل ما قيل فيمن كان في السفينة ثمانية : نوح وامرأة له، وثلالة بنين : سام وحام ويافث، ونساؤهم ؛ وأكثر ما قيل أنهم ثمانون - روي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
هود :( ٤١ - ٤٤ ) وقال اركبوا فيها.....
) وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يبُنَيَّ ارْكَبَ مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَآءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ وَقِيلَ يأَرْضُ ابْلَعِي مَآءَكِ وَيسَمَآءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَآءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( ( )
ولما أتاه الأمر بذلك، بادر الامتثال فجمع من أمره الله به إلى السفينة لعد أن هيأها لهم ) وقال ( اي لمن أمر بحمله ) اركبوا ( ولما كنت الظرفية أغلب على السفينة قال :( فيها ) أي السفينة ؛ ولما أمرهم بالركوب فركبوا، استأنف قوله، أو أمرهم بالركوب قائلين :( بسم الله ( اي الذي له الإحاطة الكاملة ) مجراها ومرساها ) أي إجرائها وإرساءها ومحلهما ووقتهمانوقرأ الحسن وقتادة وحميد العرج وإسماعيل بن مجالد عن عاصم بكسر الراء والسين كسراً خالصاً بعده ياءان خالصتان على أن الاسمين صفتان للجلالة ؛ ثم علل نجاتهم بالإجراء والإرساء اعترافاً بأنه لا نجاة إلا بعفوه بقوله :( إن ربي ( اي المحسن إلي بما دبر مني هذا الأمر وغيره، وزاد في التأكيد تطبيقاً لقلوب من معه معرفاً لهم بأن أحداص لن يقدر الله حق قدره وأن العبد لا يسعه إلا الغفران فقال :