صفحة رقم ٥٦٠
هود :( ٨١ - ٨٣ ) قالوا يا لوط.....
) قَالُواْ يلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ الْلَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ( ( )
فما عظم الشقاق وضاق الخنق كان كأنه قيل : ما قال له الرسل ؟ فقيل :( قالوا ( ودلوا بحرف النداء الموضوع للبعد على انه كان قد خرج عن الدار وأجاف بابها وأن الصياح كان شديداً ) يا لوط ( إنك لتأوي غلى ركن شديد ؛ ثم عللوا ذلك بقولهم :( إنا رسل ربك ( اي المحسن إليك بإحسانك وكل ما ترى مما يسوءك ويسرك ؛ ثم لما ثبت له ذلك كان من المحقق أنه سبب في إلا يداينه معه سوء فأوضحوه بقولهم :( لم يصلوا إليك ( من غير احتياج إلى الربط بالفاء، أي ونحن مهلكوهم وقالبوا مدنهم بهم ) فأسر ( اي سر بالليل ماضياً ) بأهلك ( موقعاً ذلك السير والإسراء ) بقطه ) أي بطائفة، أي والحال أنه قد بقي عند خروجك جانب ) من الَّيل ولا يلتفت ) أي ينظر إلى ورائه ولا يتخلف ) منكم أحداً ) أي لا تلتفت أنت ولا تدع أحداً من أهلك يلتفت ) إلا امرأتك ( استثناء من ( أحد ) بالرفع والنصب لأن المنهي كالمنفي في جواز الوجهين، والنهي له ( ﷺ )، فالفعل بالنسبة إليه منهي، وبالنسبة إليهم منفي.
ويمكن أن يكون أخرجها معه لأن معنى الاستثناء أنه غير مأمور بالإسراء بها إلا أنه منهي عنه، واستثناءها من الالتفات معهم مفهم أنه لا حجر عليه في الإسراء بها، أو أنه خلفها فتبعتهم والتفتت، فيكون قراءة النصب من ) أهلك (، وقراءة الرفع من ) أحد ( ولا يلزم من ذلك أمرها بالالتفات بل مخالفتها للمستثنى منه في عدم النهي، ولذلك عللوا ما أفهمه إهمالها من الإسراء والنهي من أنها تلتفت بقولهم مؤكدين لأن تعلق الأمل بنجاتها شدبد رحمة لها :( إنه ) أي الشأن ) مصيبها ( لا محالة ) ما أصابهم ( سواء التفت أو لا، تخلفت أو لا، ثم ظهر لي من ا لتعبير في حقها باسن الفاعل وفي حقهم بالماضي أنه حكم بإصابة العذاب لهم عند هذا القول للوط عليه السلام لأن ذنوبهم تمت، وأما هي قإنما يبرم الحكم بذلك في حقها عند تمام ذنوبها التي رتبت عليها الإصابة وذلك عند الالتفات.
ولما عبروا بالماضي تحقيقاً للوقوع وتنبيهاً علىأنه تقدم دخولها معهم في أسباب العذاب، كان منبهاً لأن يقالك كان الإيقاع بهم قد دنا بهم جداً ؟ فقيل : نعم، وأكد تحقيقاً للوقوع تلذيذاً به ولأنه - لقرب الوقت - بحيث ينكر :( إن موعدهم ) أي لابتداء الأخذ ) الصبح ( وكأن لوطاً عليه السلام أبطأ في جميع أهله وما يصلحهمن فكان فعله