صفحة رقم ٦٤
يكون في صدره حرج من إنذارهم، ثم عللوا إجراجهم بقولهم :( إنهم أناس ) أي ضعفاء ) يتطرون ( وكأنهم قصدوا بالتفعيل نسبتهم إلى محبة هذا الفعل القبيح، وأن تركهم له هم تصنع وجهة وإظهار له رياء بما اشار إليه إظهار تاء التفعيل، وفيه مع ذلك حرف من السخرية، وحصرجوابهم في هذا المعنى المؤدي بهذا اللفظ لا يتنافى آية العنكبوت القائلة
٧٧ ( ) فما كان جواب قومه إلا قالواائتنا بعذاب الله ( ) ٧
، لأن إطلاق الجواب على هذا يجوز، والمهنى : فما كان قولهم في جوابه إلا إتيانهم بما لا يصلح جواباً، وذلك مضمون هذا القول وغيره مما لا يتعلق بالجواب، أو أن هذا الجواب لما كان - لما فيه من التكذيب والإيذان بالإصرار والإغلاظ لرسول الله ( ﷺ ) مستلزماً للعذب، كانوا كانهم نطقوابه فقالوا ) ائتنا بعذاب الله (، حعل نطقهم بالسبب نطقاً بالمسبب، أنهم استعملوا لكل مقام مقالاً، ويؤيده أن المعنى لما اتحد هنا وفي النمل حصر الجواب في هذا، اي فما كان جوابهم لهذا القول إلا هذا ؛ ولمازادهم في العنكبوت في التقريع فقال :
٧٧ ( ) ائتكم لتاتون الرجال وتقطعون السبيل وتاتون فيناديكم المنكر ( ) ٧
[ العنكبوت : ٢٩ ] أتوه بابلغ من هذا تكذيباً واستهزاء فقالوا ) ائتنا بعذاب الله ( الآية.
ولما تسبب عن عنادهم إهلاكهم وإنجاؤه، وكان الإعلام بإنجائه - مع كونه يفهم إهلاكهم - أهم قال :( فأنجيناه وأهله ) أي من اطاعه ) إلا امراته ( ولما كان كانه قيل : ما لها ؟ قال :( كانت من الغابرين ) أي الباقين الذين لحقهم بالعذاب العبرة والتذكير إشارة إلى انها أصابها مثل عذاب الرجال سواء، لم تنقص عنهم لأنها كانت كافرة مثلهم.
ولما افهم هذا إهلاكهم، بينه دالاً على نوعه بقوله :( وامطرنا ) أي حجارة الكبريت بعد أن قلعت مدائنهم ورفعت وقلبت حتى رجم بها مسافروهم وشذابهم لأنه عذاب الاستئصال عمن لا يعجزه شيء ؛ واوضحه بقصره الفعل وتعديته بحرف الاستعلاء فقال :( عليهم ( واكد كونه من السماء لا من سطح أو جبل ونحوه بقوله :( مطراً ( واشار إلى عظمة مزيلاً للبي أصلاً بما سبب عنه من قوله :( فانظر كيف كان عاقبة ) أي آخر امر ) المجرين - ( واظهر موضع افضمار تعليقاً للحكم بوصف القطع لما حقه الوصل بوصل ما حقه القطع من فاحش المعصية دليلاً على أن الرجم جزاء من فعل هذا الفعل بشرطه، لأن الحكم يدور مع العلة، وسياتي في سورة هود عليه السلام سياق قصتهم من التوراة بعد ان مضى في البقرة عند
٧٧ ( ) إذ قال له ربه أسلم ( ) ٧


الصفحة التالية
Icon