صفحة رقم ٧٨
العجائب وما اشتملت عليه من الرغائب والغرائب، ولذلك مد لها الميدان واطلق في سياقها للجواد العنان فقال :( ثم بعثنا ) أي على عظمتنا ) من بعدهم ) أي الرسل المذكورين والأمم المهلكين ) موسى بآيتنا ) أي التي يحق لها العظمة بإضافتها إلينا فثبت بها النبوة ) إلى ق فرعون ( هو علم جنس لملوك مصر ككسرى لملوك فارس وقيصر لملوك الروم، وكان اسم فرعون عليه السلام قابوس، وقيل : الوليد بن مصعب ابن الريان ) وملئه ) أي عظماء قومه، وخصمهم لأنهم إذا أذعنوا أذعن من دونهم، فكأنهم المقصودين والإرسال إليهم إرسال إلى الكل ولما سببت لهم الظلم الظلم قال :( فظلموا ) أي وقعوا في مثل الظلام حتى وضعوا الشياء في غير مواضعها فوضعوا الإنكار موضع الإقرار ) بها ) أي بسبب رؤيتها خوفاً على رئاستهم ومملكتهم الفانية أن تخرج من أيديهم ؛ ولما كان ذلك من اعجب العجب، وهو أن سبب العدل يكون سبب الظلم، وكان هذا الظلم أعظم الفساد، سبب عنه قوله معجباً :( فا نظر ) أي بعين البصيرة ) كيف كان عاقبة ) أي آخر أمر ) المفسدين ( فلخص في هذه الآية على وجازتها جميع قصتهم على طولها، وقدم ذكر الآيات اهتماماًبها ولأنها الدليل على صحة دعوى البعث.
الأعراف :( ١٠٤ - ١٠٩ ) وقال موسى يا.....
) وَقَالَ مُوسَى يفِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَّ أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَآ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ( ( )
ولما كانن التقدير عطفاًعلى ) فظلوا بها :( ووضعها موسى مواضعها، عبر عنه بقوله :( وقال موسى يافرعون ( خاطبه بما يعجبه امتثال لمر الله تعالى له أن يلين في خطابه، وذلك لأن فرعون لقب مدح لمن ملك مصر.
ولما أتاهم عليه السلام وهم وفرعون بأمانته وصدقه وعظم مكانته ومكارم أخلاقه وشريف عنصره وعظيم مخبره، وفرعون أعظمهم معرفة به لأنه ربي في حجره، كان هذا حالاً مقتضياً لأن يلقي إليهم الكلام غير مؤكد لكن لما كان الإرسال من الله أمراً عظيماً جداً، وكان المقصود به تخليه سبيل بني إسرائيل، وكان فرعون ضنيناً بذلك، أكده بعض التأكد فقال :( إني رسول ( ثم بين مرسله بقوله :( من رب العالمين ) أي المحسن إليهم أجمعين - وأنتم منهم - بإيجادهم وتربيتهم، فهو تنبيه لمن سمعه على أن فرعون مربوب مقهور.


الصفحة التالية
Icon