صفحة رقم ٢٣
الخلق، والمأروش : المخلوق، وآرش - كصاحب : جبل - انقضى المهموز.
والروش : الأكل الكثير، والأكل القليل - ضد، وفهو من التمادي والضعف الذي ربما نشأ من التمادي مع شبهه بالريش، وجمل راش : كثير شعر الأذن ؛ ومن التبيين : شار الدابة - إذا ركبها عند العرض على مشتريها، وشورها : نظر كيف مشوارها، أي سيرها، أو بلاها ينظر ما عندها أو قلبها وكذا الأمة، واستشار الفحل الناقة : كرفها فنظر إليها ألاقح هي أم لا ؟ واستشار أمر فلان : تبين، والمستشير : من يعرف الحائل من غيرها، وهو يرجع إلى التمادي، لأنه لولاه ما عرف الأمر ؛ ومن الضعف : راشاه : حاباه وصانعه، وترشاه : لاينه، وإنك لمسترش لفلان : مطيع له تابع لمسرته، وهو من الرشوة، وجمل راش : ضعيف الصلب، وكذا رمح راش، وهي بهاء، وراشه المرض : صعفه، كأنه من الريش، وكل ذلك يرجع بعد التأمل إلى التمادي - والله أعلم.
ومادة ( بخس ) بكل ترتيب من بخس وخبس وسبخ وسخب تدور على القلة، ويلزمها الأخذى بالكف : بخسته حقه : نقصته فجعتله أقل مما كان، والبخس : فقء العين، فهو نقص خاص، والبخس : أرض تنبت بلا سقي، كأنه لقلة ما نبت بها بالنسبة إلى أرض السقي، والبخس : المكس، وسبخت عن فلان : خففت عنه، والسبخة : أرض ملحة، لقلة نبتها ونفعها، وسبخت القطن - إذا قطعته، فصارت جملته قليلة ؛ و التسبيخ : ما يسقط من ريش الطائر - لنقصه منه، والتسبيخ : النوم الشديد - لنقصه صاحبه وتخفيفه ما عنده من الثقل ؛ ومن ذلك الخبس، وهو الأخذ بالكف - وهو لازم للقلة، ومنه قيل للأسد : الخابس، لأخذه ما يريده بكفه ؛ والسخاب : قلادة من قرنفل ليس فيها جوهر ولا لؤلؤ.
ولما كان البخس القليل الناقص، أبدل منه - تأكيداً للمعنى تسفيهاً لرأيهم وتعجيناً من حالهم - قوله :( دراهم ) أي لا دنانير ) معدودة ) أي أهل لأن تعد، لأنه لا كثره لها يعسر معها ذلك، روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها كانت عشرين درهماً ) وكانوا ) أي كوناً هو كالجبلة ) فيه ) أي خاصة دون بقية متاعهم، انتهازاً للفرصة فيه قبل أن يعرف عليهم فينزع من أيديهم ) من الزاهدين ) أي كمال الزهد حتى رغبوا عنه فباعوه بما طف، والزهد : انصراف الرغبة عن الشيء إلى ماهو خير منه عند الزاهد، وهذا يعين أن الضمير للسيارة لأن حال إخوته في أمره فوق الزهد بمراحل، فلو كان لهم لقيل : وكانوا له من المبعدين أو المبغضين، ونحو ذلك.


الصفحة التالية
Icon