صفحة رقم ٢٦٥
وطبعاً ) أنفسهم ) أي خاصة ) يظلمون ( فاستحقوا العقاب لقيام الحجة عليهم على السنن الذي جرت به عوائدكم فيمن باشر سوء غير أن يكره عليه إكراهاً ظاهراً، وهذا بعينه هو العلة في إرسال الرسل، ونصب الشرئع والملل ) فأصابهم ) أي فتسبب عن ظلمهم لأنفسهم أن أصابهم ) سيئات ) أي عقوبات أو جزاء سيئات ) ما عملوا وحاق ) أي أحاط ضابطة ) بهم ( من العذاب والمرسل به من الملائكة ) ما كانوا به ) أي خاصة ) يستهزؤن ( تكبراً عن قبول الحق.
ومادة حاق واوية ويائية - بتراكيبها الست : حوق، حقو، قحو، قوح، وقح، حيق - تدورعلى الإحاطة، ويلزمها صلابة المحيط ولين المحاط به : حاق به الشيء - إذا نزل بف فأحاط، والحيق : ما يشتمل على الإنسان من مكروه فعله، وحاق فيه السيف : حاك أي عمل - من التسمية باسم الجزء، ولأنه في الأغلب يكون في عمله الموت المحيط بالأجل، وحاق بهم الأمر : لزمهم ووجب عليهم ونزل بهم، والحيقة : شجرة كالشيح يؤكل بها التمر - كأنه يحيط بالتمرة، وحايقه : حسده وأبغضه - لإحاطة ذلك.
والحوق - بالضم : ما أحاط بالكمرة من حروفها، وبالضم والفتح معاً : استدارة في الذكر، والحوق - بالفتح فقط : الإحاطة، والأحوق والمحوق - كمعظم / الكمرة - كأنها مختصة بذلك لكبرها، ومنه فيشلة حوقاء : عظيمة - كأنها لعظمها هي التي ظهر حرفها دون غيرها، وأرض محوقة - بضم الحاء : قليلة النبت لقلة المطر - كأنه تشبه بالكمرة في ملاستها، وتركت النخلة حوقاء - إذا أشعل في الكرانيف - لاستدارة النار بها أو لشبهها بعد حريق السعف بالذكر أو رأسه، والحوقة بالفتح : الجماعة الممخرقة - لأن الجماعة لها قوة الاستدارة، والممخرق إن كان من الكذب فمن لازمه العوج، وإن كان من المخراق - وهو المنديل الذي يلف للعب به - فاللعب به على هيئة الاستدارة، وحوق عليه تحويقاً : عوج عليه السلام، والحوق - بالفتح أيضاً : الكنس والدلك والتمليس لأن كلاًّ منها ترد فيه اليد إلى قريب من مكانها فيشبه الإحاطة ولو بالتعويج.
والحقو : الكشح، وهو ما بين عظم رأس الورك إلى الضلع الخلف لأنه موضع إحاطة الإزار، والإزار نفسه حقو لأنه آلته أو الحقو معقد الإزار، والحقو : موضع غليظ مرتفع عن السيل - من الصلابة والاستدارة لأن السيل يحيط به أو يكاد، ومن السهم : موضع الريش لأنه يشبه الحقو في استدارته وغلظ بعض ودقة بعض، وفي إحاطة الريش به، ومن الثنية : جانباها - من الإحاطة أو مطلق العوج، والحقوة : وجع في البطن من أكل اللحم - للحوق وجعه الحقو.
والأقحوان : نبت يستدير به زهرة، وأقاحي الأمر : تباشيره - لأنها تحيط به غالباً،