صفحة رقم ٣٤٠
أعداؤك عيروا آثار مسيحك، تبارك الرب إلى الأبد، يكون يكون ؛ وفي الخامس بعد المائة : خلصنا يا إلهنا واجمعنا من الأمم لنشكر اسمك القدوس، ونفتخر بتسبيحك، تبارك الرب إله إسرائيل من الآن وإلى الأبدن يقول جميع الشعب : يكون، وفي الخامس والعشرين بعد المائة : إذا رد الرب سبي صهيون صرنا كالمغتربين، حينئذ تمتلئ أفواهنا فرحاً وألسنتنا تهليلاً، هناك يقال في الأمم : قد أكثر الرب الصنيع إلى هؤلاء، أكثر الرب الصنيع إلينا فصرنا فرحين، يا رب اردد سبينا كأودية اليمن، الذين يزرعون بالدموع ويحصدون بالفرح، كانوا ينطلقون يبذرون زرعهم باكين ويأتون مقبلين بالتهليل حاملين غلاتهم ؛ وفي السادس والثلاثين بعد المائة : على أنهار بابل جلسنا هناك وبكينا حين ذكرنا صهيون، وعلقنا قيتاراتنا على الصفصاف الذي في وسطها، لأن الذين سبونا سألونا هناك قول التمجيد، والذين انطلقوا قالوا : سبحوا لنا في تسابيح صهيون كيف نسبح لكم تسابيح الرب في أرض غريبة ؟ إن نسيتك يا يروشليم فتنساني يمينين ويلصق لساني بحنكي إن لم أذكروك وإن لم أسبق وأصعد إلى يروشليم في ابتداء فرحي، اذكر يا رب بني أدوم في يوم أورشليم القائلين : اهدموا إلى الأساس.
يا ابنه الشقية طوبى لمن يجازيك جزاء صنيعك بنا، طوبى لمن أخذ أطفالك وضرب بهم الصخرة.
وهذا الذي في هذا المزمور إيذان بما يحل بهم من بختنصر، وقد تقدم غير مرة أن ما كان فيما ينقل من هذه الكتب القديمة من لفظة توهم نقصاً كالأب ونحوه فإنها على تقدير صحتها عنهم لا يجوز إطلاقها في شرعنا، والظاهر أن هذه الادلة المذكورة في القرآن في هذه الكرة هي التي كانت في أيام عزير عليه السلام على يد كورش ملك الفرس - كما سيأتي إن شاء الله تعالى، وأن الذين كانوا قهروهم أولاً هم أجناد بختنصر - كما تقدم، ففي سفر أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا في عناثوث في أرض بنيامين على عهد يوشيا ملك يهوذا في السنة الثالثة عشرة من ملكه يتوعدهم بأنهم إن لم يرجعوا عما أحدثوا من الضلالات سلط عليهم ملك بابل، ولم يزل يحذرهم مثل ذلك ويخبرهم بما يحصل لهم من الشر بذنوبهم إلى أن تمت أيام يواكيم بن يوشيا، وفي غحدى عشرة سنة لصديقيا بن يوشيا إلى يوم سبيت أورشليم في الشهر الخامس، وهو شهر آب وكان يخبرهم بأن ملك بابل يأسر صديقيا ملك اليهود، ويسوقه مع الأسرى إلى بابل، ويستمرون في أسرهم سبعين سنة ثم يردهم الله تعالى إلى بيت المقدس.
قال إرميا عليه السلام : إن الله تعالى قال لي : من قبل أن أصورك في البطن عرفتك، وخصصتك لي نبياً من قبل أن تخرج من الرحم وجعلتك نبياً للشعوب،


الصفحة التالية
Icon