صفحة رقم ٤١٢
حمار الوحش أو الفتيّ منه - لشدة نفاره كالقدر في فورانها، وأمر فريء كفريّ، وكل الصيد في جوف الفرا، أي كله دونه، فرأ - محركة : جزيرة باليمن - لعله بها بكثرة، والفأر معروف، والواحدة فأرة، والجمع فئران - سمي لقفزه في جرية، ولأنه وسع من الحشرات تصرفاً بالمشي في الجدر والسقوف ونحوها، والفأرة : شجرة ونافجة المسك، قال في القاموس : أو الصواب إيراد فارة المسك في ف و ر لفوران رائحتها، أو يجوز همزها لأنها على هيئة الفأرة، وفأر كمنع : حفر وخبأ ودفن - يمكن أن يكون من السعة ومن سلبها ؛ ولبن فئر - ككتف : وقعت فيه الفأرة، وأرض فئرة ومفأرة : كثيرة الفأر، وأفرت القدر بالفتح تأفر أفراً : اشتد غليانها، والإنسان : وثب وعدا، والبعير : نشط وسمن بعد الجهد كأفر كفرح فيهما، وخف في الخدمة، والذي واضح في الاتساع والزيادة على الكفاية، ويخدمه مئفر، والأفرة - بضمتين وتشديد الراء : الجماعة - وقيدها في مختصر العين بذات الجلبة - والبلية والاختلاط، وكل ذلك أوضح في الاتساع والزيادة على الكفاية، والأفرة أيضاً شدة الشر - لشدة فورانه كالقدر، وشدة الشتاء أو مطلق الشدة، ومن الصيف : أوله - لأنه يتسع به، قال في القاموس : ويفتح أولها ويحرك في الكل ؛ والأرفة - بالضم : الحد بين الأرضين والعقدة - وكأن هذا سلب الاتساع، والأرفي كقمري : الماسح، وأرف على الأرض تأريفاً : جعلت لها حدود وقسمت، وتأريف الحبل : عقده، وهو مؤارفي حده إلى حدي في السكنى والمكان - والله الموفق.
ولما ذكره سبحانه بما كان في ذلك من رشده صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أبتعه ببيان أنه إنما كان بعصمة الله له ليزداد شكراً، فقال تعالى :( ولولا أن ثبتناك ) أي بما لنا من العظمة على ما أمرنا لما تقدم من أنا مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأنت رأس المتقين والمحسنين ) لقد كدت ) أي قاربت ) تركن إليهم ) أي الأعداء ) شيئاً قليلاً ( لمحبتك في هدايتهم وحرصك على منفعتهم، وكنا عصمناك فلم تركن إليهم لا قليلاً ولا كثيراً، ولا قاربت ذلك، كما أفادته ) لولا ( لأنها تدخل على جملة اسمية فجملة فعلية لربط امتناع الثانية بوجود الأولى، فامتناع قرب الركون مرتبط بوجود التثبيت، وذلك لأن ) لولا ( لانتفاء الثاني لأجل انتفاء الأول، وهي هنا داخلة على لا النافية، فتكون لانتفاء قرب الركون لأجل انتفاء التثبيت وانتفاء النفي وجود، فإذن التثبيت موجود، وقرب الركون منتف.
ويجوز أن يكون المراد الدلالة على شدة مكرهم وتناهي خداعهم إلى حالة لا يدرك وصفها، فيكون الفعل مسنداً إليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والمراد إسناده إليهم ليكون المعنى : كادوا أن يجعلوك مقارباً للركون إليهم، كما تقول لصاحبكك لقد كدت تقتل نفسك، أي فعلت ما قاربت به أن يقتلك


الصفحة التالية
Icon