صفحة رقم ٤٥
قميصه في يدها وهرب، فخرج إلى السوق، فلما رأت أنه قد ترك قميصه في يدها وخرج هارباً إلى السوق، دعت بأهل بيتها وقالت لهم : انظروا، إنه أتانا رجل عبراني ليفضحنا، لأنه دخل عليّ يريد مضاجعتي، وهتفت بصوت عال، فلما رآني قد رفعت صوتي وهتفت، ترك قميصه في يدي وهرب إلى السوق.
فصيرت قميصه عندها حتى دخل سيدها البيت، فقالت : له مثل هذه الأقاويل : دخل عليّ هذا العبد العبراني الذي جلبته علينا يريد يفضحني، فلما رفعت صوتي فصحت ترك قميصه في يدي وهرب فخرج إلى السوق ؛ فلما سمع سيده كلام امرأته استشاط غيظاً، فأمر به سيده فقذف في الحبس الذي كان أسرى الملم فيه محبوسينن فمكث هناك في السجن، وكان الرب يبصره، ورزقه المحبة والرحمة، وألقى له في قلب السجان رحمة، فولى يوسف جميع المسجونين الذين في الحبس، وكل فعل كانوا يفعلونه هناك كان عن أمره، ولم يكن رئيس السجن يضرب على يديه في شيء، لأن الرب كان بعونه معه، وكل شيء كان يفعله ينجحه الرب.
فلما كان بعد هذه الأمور، اذنب صاحب شراب ملك مصر والخباز - وفي نسخة موضع الخباز : ورئيس الطباخين - بين يدي سيدهما ملك مصرن فغضب فرعون على خادميه : على رئيس أصحاب الشراب ورئيس الخبازين - وفي نسخة : الطباخين - فأمر بحبسهما في سجن صاحب الشرط في الحبس الذي كان فيه يوسفن فسلط صاحب السجن يوسف عليهما فخدمهما، فلبثا في السجن أياماً، فرأيا رؤيا جميعاًن كل واحد منهما رئيا بكل في ليلة واحدة، وكل واحد منهما أحب تعبير حلمه، : الساقي وخباز - وفي نسخة : وطباخ - ملك مصر، فدخل عليهما يوسف بالغداة، فرآهما عابسين مكتئبين فسألهما وقال : ما بالكما يومكماهذا عابسي مكتبئين ؟ فقالا له : إنا رأينا رؤيا وليس لها معبر، فقال لهما يوسف : إن علم التعبير عند الله، قصا عليّ.
فقص رئيس أصحاب الشراب على يوسف وقال له : إني رأيت في الرؤيا كأن حبلة بين يدي، في الحلبة ثلاثة قضبان، فبينا هي كذلك إذ فرعت وبنت ورقها، وأينعت عناقيدها، فصارت عنباً، وكأن كأس فرعون في يدين فتناولت من العنب، فعصرته في كأس فرعون، وناولت الكأس فرعون، فقال له يوسف عليه السلام : هذا تفسير رؤياك : الثلاثة قضبان هي ثلاثة أيام، ومن بعد ثلاثة أيام يذكرك فرعون فيردك على عملك، وتناول فرعون الكأس في يده على العادة الأولى التي لم تزل تسقيه، فاذكرني حينئذ إذا أنعم عليك، وأنعم عليّ بالنعمة والقسط، فاذكرني بين يدي فرعون، وأخرجني من هذا الحبس، لأني إنما سرقت من أرض العبرانين سرقة، وحصلت في الحبس هاهنا أيضاً بلا جرم جاء مني.
فرأى رئيس الخبازين - وفي نسخة : الطباخين - أنه قد فسر تفسيراً