صفحة رقم ١٠٩
ذكر شيء من دلائل كونه آية من الإنجيل
قال متى أحد المترجمين الأربعة للإنجيل وأغلب السياق له بعد أن ذكر مقتل يحيى ابن زكريا عليه السلام كما مضى في آل عمران : فلما سمع يسوع مضى من هناك في سفينة إلى البرية مفرداً، وسمع الجمع فتبعوه ما شين من المدينة، فلما خرج أبصر جمعاً كثيراً فتحنن عليهم وأبرأ أعلاءهم ومرضاهم وقال مرقس : فلما خرج يسوع أبصر جمعاً كثيراً فتحنن عليهم لأنهم كانوا كخراف لا راعي لها فبدأ يعلمهم، وبعد ساعات كثيرة جاء تلاميذه إليه، وقال متى : ولما كان المساء أتى تلاميذه وقالوا : إن المكان قفر، والساعة قد جازت، أطلق الجمع يذهبوا إلى القرى المحيطة فيبتاغوا لهم طعاماً، فقال لهم : أعطوهم أنتم ليأكلوا، فقالوا : ليس هاهنا، وأمر بإجلاس الجميع على العشب، وقال مرقس : الأخضر أحزاباً أحزاباً، فجلسوا رفاقاً رفاقاً مائة مائة وخمسين خمسين، وقال يوحنا : فقال لفيلبس : من أين نبتاع لهؤلاء خبزاً ؟ قاله ليجربه، فقال فيلبس : ما يكفيهم خبز بمائتي دينار، وقال إندراوس أخو شمعون الصفاء : إن ها هنا حدثاً معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان، فقال يسوع : مروا الناس بالجلوس، وقال متى : وأخذ الخمس خزات والحوتين، ونظر إلى السماء وبارك وقسم وأعطى الخبز لتلاميذه، وقال مرقس : وقسم الحوتين وناول التلاميذ الجميع فأكل جميعهم وشبعوا ورفعوا من فضلات الكسر اثني عشر سلاًّ مملوءة، ومن السمك، وكان عدد الآكلين خمسة آلاف رجل، وقال متى : سوى النساء والصبيان، وقال يوحنا : فقالوا : حقاً أن هذا هو النبي الجائي غلى العالم، فعلم يسوع أنهم اجتمعوا ليحتفظوا به ويصيروه ملكاً، فتحوّل إلى الجبل، وقال متى : وللوقت أمر تلاميذه أن يصعدوا إلى السفينة ويسبقوه إلى العبر ليطلق الجموع، وقال يوحنا : ليعبروا إلى الكفر ناحوم وكان ظلاماً، وقال متى : فأطلق الجمع وصعد إلى الجبل منفرداً يصلي، وقال مرقس : وللوقت تقدم إلى تلاميذه بركوبهم السفينة وأن يسبقوه إلى العبر عند بيت صيداً ليطلق هو الجماعة، فلما ودعهم وذهب إلى الجبل ليصلي، قال متى : فلما كان المساء وكان وحده هناك والسفينة في وسط البحر، فضربتها الأمواج لمعاندة الريح لها، قال يوحنا : فمضوا نحو خمسة وعشرين غلوة أو ثلاثين، وقال متى : وفي الهجعة الرابعة من الليل جاءهم ماشياً على البحر فاضطربوا وقالوا : إنه خيال، ومن خوفهم صرخوا، فكلمهم قائلاً : أنا هو، لا تخافوا، أجابه بطرس وقالوا : إن كنت أنت هو فمرني أن آتي إليك على الماء، فقال له : تعال فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء، فرأى قوة الريح فخاف، وكاد أن يغرق فصاح قائلاً : يا رب نجني فللوقت مد يسوع يده وأخذه وقال له : يا قليل الأمانة لم


الصفحة التالية
Icon